باتت جلسات الاستماع التي يجريها رئيس الجمهورية مع الوزراء تقليدا سنويا خلال شهر رمضان، كرسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ''لمحاسبة'' كل وزير على حصيلة عمل وزارته· وتخضع الجلسات لبروتوكول رئاسي خاص، حيث يقوم كل وزير بإرسال نسخة من تقرير حصيلته السنوية لرئاسة الجمهورية قبل موعد الجلسة، في انتظار استدعاء من الرئاسة للمثول أمام القاضي الأول في البلاد بحضور عدد من الوزراء وإطارات سامية بالدولة· في قاعة الاجتماع التي يستقبل فيها رئيس الجمهورية الوزراء للاستماع لعروضهم، هناك خمسة أعضاء دائمين يحضرون كل اللقاءات مع كل الوزراء، في حين يحضر وزراء قطاعات لها علاقة مباشرة بالقطاع الوزاري الذي يستمع له· ويحضر اللقاء ممثل عن الوزير الأول أحمد أويحيى المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي أو بحضور الوزير الأول نفسه، كما يحضر نائب الوزير الأول نور الدين يزيد زرهوني، وإن لم تكن مهامه محددة بعد، إضافة إلى مستشاري رئيس الجمهورية وعبد العزيز بلخادم الوزير الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وصاحب الأغلبية البرلمانية· كما يحضر اللقاء أيضا وزير الداخلية والجماعات المحلية بصفته المسؤول الأول على ولاة الجمهورية المكلف بتجسيد مختلف المشاريع التنموية ووزير المالية كريم جودي المكلف بتوزيع نفقات التسيير على كل القطاعات· وقد استمع لهما في بداية الجلسات (الأول في 16 أوت الماضي والثاني في 18 أوت)، كون الاثنان معنيين بحضور جميع الجلسات التي ما زالت مستمرة إلى اليوم· ويشرع الرئيس في عقد جلسات الاستماع صباح كل يوم بداية من العاشرة، خاصة إذا تعلق الأمر بقطاعات متشعبة كما هو الحال بالنسبة إلى التربية، حيث حضر اللقاء وزراء التعليم العالي والتكوين المهني والتضامن والصحة، فقطاع التربية حساس ويستدعي تكامل جميع القطاعات واتخاذ تدابير تخص التكفل الأحسن بحوالي 8 ملايين متمدرس يستدعي الاهتمام· وتستمر الجلسات التي تضم عددا من القطاعات الوزارية المتداخلة إلى غاية الثامنة والنصف ليلا في كثير من الأحيان، خاصة في رمضان، وأحيانا تستمر إلى ما قبل الإفطار بنصف ساعة فقط· وفي الجلسات التي استمرت إلى ما بعد الإفطار، أفطر رئيس الجمهورية ووزراؤه وإطارات الرئاسة بمقر الرئاسة على تمر أو بعض الحلويات والحليب· ويولي الرئيس، خلال جميع الجلسات، اهتماما كبيرا للأرقام التي يقدمها الوزراء، غير أنه يقاطعهم في كثير من الأحيان لتذكيرهم ببعض الأرقام القادمة· كما يستعرض بدقة حصيلة جميع النشاطات وأهم إنجازات مختلف القطاعات· كما يطلب تدخل وزير الداخلية أو المالية لإثراء النقاش أو الاستدلال بالأرقام· في الأخير يحضر الوزراء مسودة البيان الختامي الذي يعكف مستشارو رئيس الجمهورية على إعداده وصياغته، ثم يرسل إلى وكالة الأنباء التي توزعه على مختلف وسائل الإعلام·