كل صباح يتوجه ثمانية ملايين طفل جزائري إلى المدارس الابتدائية والإكمالية والثانوية التي يستوزر عليها السيد أبو بكر بن بوريد منذ أكثر من ستة عشر سنة، والذي أصبح بفضل كل هذه السنوات أقدم وزير في العالم··· كل صباح يذهب هذا العدد المهول من الأطفال إلى مخبر المدرسة الجزائرية ليتحولوا إلى فئران ''ثورنديك'' تجرب عليهم كل النظريات البيداغوجية·· في كل موسم دراسي جديد هناك الجديد من التعليمات وألوان المآزر·· وكل موسم دراسي جديد هناك تهديدات من النقابات بإضرابات جديدة وتهديدات من الوزارة بالضرب بيد من حديد·· وكل موسم دراسي جديد تتحول الثلاثة آلاف دينار التي تتصدق بها الحكومة على الأولياء المعوزين وهم من الكثرة بحيث يصعب ضبط عددهم لأسباب عديدة ومتشعبة، ليس هذا مجال الحديث فيها·· تتحول هذه الزوج صوردي إلى ذريعة في نشرة الثامنة وفي كل النشرات الخشبية، ذريعة للرفاهية التي يعيشها المواطن الجزائري بفضل كل ما تحقق من إنجازات· أما الأساتذة والمعلمون فليس من حقهم الإضراب ما داموا يستفيدون كلهم من الأدوات المدرسية والكراطيب لأبنائهم المتمدرسين، وما داموا استفادوا من زيادات معتبرة في الشهرية يتم تطبيقها بأثر رجعي منذ .2008 أما أولياء التلاميذ الذين احتجوا هذه الأيام وشركوا أفواههم وقالوا للصحافة إن المطاعم المدرسية والمراحيض أصبحت تشكل خطرا على أبنائهم· أبدا·· أبدا ليس من حقهم ذلك·· فالنشرات الخشبية لتلفزيوننا العظيم تقول أن الماء والمناشف متوفرة في كل المراحيض وأن الوجبات التي تقدم للتلاميذ تتوفر على كل السعرات الحرارية والفيتامينات والبروتينات التي يحتاجها جسم التلميذ، وهذا كله تطبيقا للحديث النبوي الذي تحفظه الأمة (الجسم السليم في العقل السليم)·· أما النقل المدرسي فإن حافلات التضامن الرائعة والتي أبدع جمال ولد عباس عندما كان وزيرا للتضامن في اختيار ألوانها الزاهية ووزعها بالتساوي على البلديات المحرومة والنائية، هذه الحافلات تنقل التلاميذ من أمام أبواب منازلهم إلى أبواب المدارس ذهابا وإيابا وفي الوقت المحدد· كل هذا الرخاء جاء بفضل الاستمرارية التي يضمنها السيد بن بوزيد منذ أكثر من ستة عشر سنة· وقد قال لي أحد الأصدقاء وهو أستاذ ثانوي إنه مذ كان تلميذا في المتوسط وبن بوزيد ودخل الجامعة وبن بوزيد وزير وتخرج وأدى الخدمة الوطنية وأسند ظهره للحيطان ثم جاءته فرصة للتوظيف في الثانوي بالجنوب وبن بوريد وزير وهو الآن قد ترسم كأستاذ ثانوي ولا يزال الوزير هو نفسه بن بوزيد·· بن بوزيد الله يبارك ويزيد·