تناولت الأخبار موت أربعة ذكور وأنثى بعد مرور 48 ساعة فقط على ولادتهم، الرضع كانوا قد ولدوا أحياء بمستشفى تلمسان في أول حمل لسيدة شابة مغتربة بإمارة دبي بعد·· السؤال الأول المتبادر للذهن هو، لماذا قرر الوالدان ولادة أطفالهم في الجزائر وليس في دبي، خاصة وأن متابعة الحمل كانت تتم في دبي، والمتابعين هناك وحدهم من يعرف تقدير حالة الأجنة وحالة الوضع، أم أن القرار لتقديرات مادية مجانية المستشفى، أم أنه حب الوطن·· هاهم باختيارهم هذا، قد حرموا من الفرحة، وفقدوا الرضع الخمسة·· فهل تعود اللائمة على المستشفى، حسب الوالد، الذي أرجع الأمر لانعدام دواء المصل من نوع ''سترات دو كافيين''، تعود لتاريخ 29 سبتمبر، وهو الدواء غير المتوفر بالمستشفى ولا بصيدليات تلمسان، حسب الخبر، أم أن سبب الوفاة يعود لما أكده رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بالمؤسسة الاستشفائية، يعود للولادة المبكرة للرضع (الشهر السادس)· الوالد يحمّل المستشفى الوفاة لعدم العناية، وعدم توفر الدواء، والمستشفى في شخص رئيسه يتأسف لموت خمسة أطفال ويبرئ نفسه والمستشفى من المسؤولية كونها ولادة صعبة تمت قبل وقتها، أي في الشهر السادس·· ويبقى الجدال حاصلا دون أن نسمع رأي وزير الصحة الذي وعد بالكثير·· لو كانت هذه الحادثة قد حصلت في بلد غربي، حيث الإنسان عندهم عزيز ، لاستقال رئيس القطاع أو تمت متابعتهم قانونيا حتى دون رفع القضية من الوالدين·· لأن أخلاقيات المهنة تلزم المستشفى والطبيب بالإجابة على الحالة أمام مجلس تأديبي وتقديري مختص، حتى يضفي المصداقية على المهنة، لكنها في الجزائر التي لم يتغير فيها المتعاملون مع المرضى من القطاع الصحي سواء كانوا أطباء أو مسؤولين عن الطب·· لقد حاول أن يجد مدير المستشفى التبرير لهكذا خطأ، من منطلق إلقاء المسؤولية على التقدم في الولاية، لكنه لو سئل عن كم امرأة ماتت وجنينها الذي أكمل عدته، فإنه سيجد بالتأكيد جوابا آخر سيحمّل فيه المسؤولية للأم أو للجنين··؟ حدث يوما أن فقد شخص أعرفه في مستشفى مصطفى حياته، بعد أن فقد توازنه وتركيزه إثر نزيف داخلي بعد عملية أجريت له على عينه، وعندما أرادت زوجته أن تتابعهم قضائيا، لم تجد نهائيا ملف زوجها في المستشفى وكأنه لم يدخله في حياته··؟ كان ذلك من 15 سنة، وكانت الظروف الاجتماعية والأمنية غير الظروف، وكانت حالة المستشفيات في الجزائر غيرها اليوم·· لكن الأكيد أن الداء الكامن في تسيير المستشفيات والأطباء لم يتغير، كما أن الضمير المهني والإنساني، لا يمكن إضفاءه على أناس لم يستحقونه أبدا لأنهم في الأصل غير مهيئين لذلك·· في وقت هم مهيئين فيه فقط لتسلق المناصب، والحكي الفضفاض الذي لم يغير في وزارات سابقة، فأنى له أن يغير في هذه الوزارة··؟