قررت سلطات دبي اليوم الثلاثاء تشديد إجراءات المراقبة على جوازات سفر الأجانب الداخلين إلى أراضيها ، وجاء ذلك ردا على تزوير جوازات سفر أوروبية واستخدامها في جريمة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود عبد الرؤوف المبحوح . وجدد رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان في تصريح صحفي انه سيطلب من النائب العام في الإمارة إصدار مذكرات ملاحقة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس الموساد مئير داغان. * ويذكر أن حاملي جوازات الدول الغربية ليسوا بحاجة إلى تأشيرة للدخول إلى الإمارات العربية المتحدة. * ورغم مرور حوالي شهرين على اغتيال المبحوح،ما تزال هذه القضية مفتوحة وتثير الكثير من الجدل والنقاش في أوساط الخبراء و المراقبين،حيث تطرح التساؤلات حول كيفية تطبيق القانون الدولي على العناصر المتورطة في الجريمة والتي كشفت عنها تحقيقات شرطة دبي وكذلك على الجهة التي تقف ورائها. * ولأن من يقف وراء الجريمة هو جهاز الاستخبارات الإسرائيلي( الموساد)،رغم عدم إقراره بذلك، تبدو عملية الملاحقة معقدة على المسؤولين في إمارة دبي التي كانت مسرحا للجريمة يوم العشرين من جانفي الماضي. * فنجاح هؤلاء في كشف وفضح منفذي الجريمة و إصدار الشرطة الدولية (الأنتربول) مذكرة اعتقال بحقهم،ليس كافيا لإدانة الموساد وجر زعيمه، رافي إيتان إلى الزنزانة أو حتى إدانة حكومة إسرائيل الذي قالت صحف بريطانية أن رئيسها بنيامين نتانياهو هو من أعطى الأوامر شخصيا باغتيال القيادي في حماس.. * و إمارة دبي التي انتهكت سيادتها واختارها المجرمون لارتكاب جريمتهم تجد نفسها في مواجهة أخطبوط إسرائيلي متعود على ارتكاب عمليات إبادة وجرائم في حق الآخرين دون أن يخضع للملاحقة ولا للعقاب الذي ينص عليه القانون الدولي، فقد أباد هذا الأخطبوط منذ شهور الفلسطينيين في قطاع غزة ولكن لا جهة دولية تجرأت وطالبت باعتقال ايهود أولمورت وتسيبي ليفني وايهود باراك بسبب جرائمهم .. * والدول الغربية التي تقول أنها تدافع عن حقوق الإنسان و تحارب الإرهاب الدولي لم تتحرك هذه المرة واكتفت فقط بإدانة وباحتشام تزوير جوازات السفر الأوروبية دون أن تدين عملية الاغتيال في حد ذاتها ،باعتبارها جريمة مخالفة للقوانين الدولية، بغض النظر عن كون المستهدف من حركة حماس.. * ويرى مراقبون أن نجاح إمارة دبي في مهمتها أو على الأقل في تخويف الموساد الإسرائيلي حتى لا ينتهك سيادة الدول العربية مرة أخرى، يتوقف على مدى مساعدة بقية الأطراف المتورطة في قضية اغتيال المبحوح بشكل أو بأخر، والمقصود بذلك الدول الأوروبية التي انتهكت سيادتها هي الأخرى عبر سرقة هوياتها وتزوير جوازات سفر مواطنيها واستعمالها في التسلل إلى دبي من أجل تنفيذ الجريمة. * ويتعلق الأمر بكل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا واستراليا وايرلندا. هذه الدول نددت باستغلال جوازاتها وأعلنت عن فتح تحقيقات في ذلك، وبالفعل فقد أرسلت كل من بريطانيا واستراليا طواقم تحقيق إلى تل أبيب لاستجواب الإسرائيليين الذين حملوا جوازات سفر مواطنيهما. * وبحسب تصريحات أدلى بها قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان أمس الاثنين،فان جميع المشتبه بهم في اغتيال المبحوح موجودون في إسرائيل، وأكد أيضا ارتفاع عدد حملة الجوازات الغربية في هذه العملية إلى 27 شخصا. * وكان الناطق باسم الحكومة البريطانية، مارتن داي قد أكد الأسبوع الماضي عندما حل ضيفا على منتدى(الشروق اليومي) أن رئيس الحكومة البريطانية غولدن براون أمر بالتحقيق،ولكنه رفض اتهام الموساد بالوقوف وراء العملية مفضلا انتظار نهاية التحقيقات، وهو نفس الموقف الذي أبداه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل مؤخرا. * المسؤول البريطاني رفض أيضا الإجابة على سؤال بخصوص الإجراءات التي تنوي حكومة بلاده اتخاذها في حال أثبتت التحقيقات تورط الموساد.. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الأوروبيين ركزوا في استخدام جوازاتهم أكثر من تركيزهم على الجريمة في حد ذاتها ،وهو ما يؤشر إلى إمكانية طي هذه الجريمة مثل سابقاتها .. * وكان الإسرائيليون قد شرعوا في تحركات لدى حلفائهم الأوروبيين بمجرد كشف الجريمة وهم يحاولون عبر وسائل إعلامهم إقناع الرأي العام الأوروبي ب "شرعية" تصفية محمود المبحوح.. * السلطات في دبي من جهتها تواصل التحقيقات من أجل كشف كل خيوط الجريمة،ويواصل رئيس الشرطة ضاحي خلفان في تزويد وسائل الإعلام يوميا بكل حيثيات القضية، وقد أعلن عزمه على التوصل إلى الأدلة القاطعة التي تدين إسرائيل وجهاز مخابراتها .. تسلسل الأحداث في اغتيال محمود المبحوح * 18 جانفي 2010 * أعضاء فريق الاغتيال المشتبه بهم يبدأون الوصول إلى دبي وينتشرون في عدة فنادق بالمدينة. * 19 جانفي 2010 * المبحوح يصل إلى دبي قادما من دمشق في الساعة 3.20 بعد الظهر وهو توقف في رحلة كان الهدف أن تقله إلى السودان والصين. * أعضاء فريق الاغتيال المشتبه بهم يتبعون المبحوح إلى فندق فاخر في دبي حيث ينزل بالفندق باسم مستعار. * اثنان من المُشتبه بهم يرتديان زي لعبة التنس يتابعان المبحوح إلى مصعد الفندق لمعرفة رقم غرفته بعدها يتصل أحدهم بالفندق لحجز الغرفة المقابلة لغرفته. * المبحوح يغادر الفندق إلى اثنين من مراكز التسوق ويتناول وجبة ويشتري زوجا من الأحذية. * أعضاء فريق الاغتيال يدخلون غرفة المبحوح أثناء وجوده خارج الفندق. * المبحوح يعود إلى غرفته بالفندق في الساعة 8.25 مساء. * بعد أقل من عشر دقائق يشاهد المشتبه بهم وهم يغادرون غرفته. * بعد مرور أقل من عشر دقائق يغادر بعض المشتبه بهم الفندق إلى المطار ويستقلون رحلات جوية متجهة إلى أماكن من بينها ألمانيا وفرنسا وهونج كونج. * 20 جانفي 2010 * موظفون بالفندق يعثرون على جثة المبحوح. * القيادة السياسية لحماس تصدر بيانا تقول فيه أن المبحوح توفي من مرض مفاجئ بينما الجناح العسكري (لحماس) يقول أن المبحوح توفى نتيجة لانتكاسة صحية مفاجئة يجري التحقيق لمعرفة أسبابها. * 28 جانفي 2010 * جثمان المبحوح يعود إلى دمشق. * 29 جانفي 2010 * دفن المبحوح في مخيم للاجئين الفلسطينيين خارج دمشق و آلاف المعزين يحضرون جنازته. * مسؤول رفيع في حماس يقول أن إسرائيل قتلت المبحوح في دبي. وشرطة دبي تقول أنها لا يمكنها أن تستبعد تورط الموساد وتقول أن معظم المشتبه بهم يحملون جوازات سفر أوروبية. * شقيق المبحوح يقول انه توفى إثر تعرضه للخنق بعد تعرضه لصدمة كهربائية. * 31 جانفي 2010 * مصادر أمنية إسرائيلية تقول أن المبحوح قام بدور رئيسي في تهريب أسلحة بتمويل إيراني إلى غزة لكنها امتنعت عن التعقيب على اتهامات بأن إسرائيل وراء وفاته. * حماس تقول أن إسرائيل استهدفت المبحوح بسبب دوره في تهريب "أسلحة خاصة" إلى قطاع غزة. * 15 فيفري 2010 * * شرطة دبي تقول أنها تسعى للقبض على 11 مشتبها بهم يحملون جوازات سفر أوروبية وتذيع لقطات فيديو سجلتها دوائر مغلقة للقتلة المشتبه بهم. ويوجد فلسطينيان رهن الاحتجاز يشتبه في أنهما قدما دعما للعملية. * 16 - 17 فيفري 2010 * سبعة إسرائيليين ولدوا في الخارج واستخدم أفراد في فريق الاغتيال المشتبه به أسماءهم ينفون تورطهم في الحادث ويقولون انه تم انتحال شخصياتهم. * وزير خارجية إسرائيل يقول أن انتحال تلك الشخصيات من جانب فريق الاغتيال ليس دليلا على تورط الموساد. * 18 فيفري 2010 * بريطانيا وايرلندا تستدعيان السفيرين الإسرائيليين بشأن استخدام جوازات سفر بريطانية وايرلندية مزورة. بريطانيا تحث إسرائيل على التعاون التام مع التحقيق الذي تجريه. * قائد شرطة دبي ينسب إليه قوله انه متأكد تقريبا من إسرائيل وراء الاغتيال. * 20 فيفري 2010 * مسؤول بحماس يبلغ صحيفة أردنية أن الحركة بدأت تحقيقا في محاولة لمعرفة كيف تمكن الموساد من تنفيذ العملية. * * الاتحاد الأوروبي يندد باستخدام جوازات سفر أوروبية مزورة. * وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يقولون أن القتل "مقلق للغاية" وان حقوق مواطنيهم قد انتُهكت. * 23 فيفري 2010 * الإمارات العربية المتحدة تحدد هويات أربعة آخرين من المشتبه بهم يحملون جوازات سفر بريطانية وأيرلندية مزورة وتقول أن سبب الوفاة تأكد انه الخنق. * 24 فيفري 2010 * شرطة دبي تحدد هويات 15 شخصا آخرين في عملية الاغتيال ليصبح العدد الإجمالي 26 وتقول أنها تعتقد أن أشخاصا آخرين ربما تورطوا في الحادث. * 28 فيفري 2010 * قائد شرطة دبي يعلن أن جميع المشتبه بهم في اغتيال المبحوح موجودون في إسرائيل، مشيرا إلى أن عدد حاملي الجوازات الغربية ارتفع إلى 27 شخصا. * ذكر خلفان أيضا أن اثنين من الغربيين المتورطين غادرا إلى الولاياتالمتحدة عبر مدينة أوروبية.