كشف الدكتور جمال سليمي، المكلف ببرنامج محاربة الأمراض المتنقلة عبر الحيوانات على مستوى مديرية الوقاية والعلاج بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، عن تسجيل أكثر من 7683 حالة إصابة بالحمى المالطية لدى الإنسان منذ بداية السنة الجارية أغلبهم يقطنون في ولايات الجنوب. وقد أوضح الدكتور سليمي، أن العدوى انتقلت إلى المصابين نتيجة تناولهم لحليب الأبقار والمعز والأغنام المصابة بهذا المرض دون غليه، مضيفا بأن أغلب الإصابات ظهرت في الولايات الواقعة في جنوب الوطن، وفي مقدمتها النعامة، الأغواط، البيض وبشار... باعتبار أن تلك المناطق رعوية، إضافة إلى أنها مشهورة بتصنيع جبن المعز بطريقة تقليدية وتعرض في المحلات دون إخضاعها للتحاليل أو المراقبة، إذ تشير في الصدد ذاته التحاليل البيطرية البيطرية إلى أن 25 بالمائة من الحليب الذي يتم استهلاكه بعد جمعه من مؤسسات جمع الحليب حامل للجرثوم. أما عن الفئات التي تكثر إصابتها بجرثوم الحمى المالطية تتشكل أساسا من الفلاحين والمربين بسبب احتكاكهم اليومي بالأبقار والماعز وتحويل حليبهما، زيادة إلى البياطرة الذين يحتكون يوميا بالحيوانات الثديية. ودق الدكتور سليمي جمال في حديثة مع ''الجزائر نيوز'' ناقوس الخطر من التفشي الكبير للإصابة بجرثومة الحمى المالطية، إذ قال ''بأن الوضع خطير نظرا لارتفاع عدد المصابين منذ بداية السنة الجارية إلى قرابة 8 آلاف مصاب أي بمعدل 100 إصابة بين 100 ألف نسمة زيادة على اتساع بؤر انتشار هذا المرض، حيث تضاعف عدد الولايات المتضررة في السنوات الثلاث الماضية، بينما لم تكن تتعدى الثلاث ولايات سنة ,1997 إضافة إلى عامل آخر يكمن في ظهور حالات العدوى في ولايات جديدة على غرار ولايات ورلة وسكيكدة والطارف والشلف. وأرجع المتحدث ذاته هذا الارتفاع المخيف إلى العادات الغذائية في بعض المناطق، ناهيك عن عدم احترام الفلاحين لتدابير حماية المربين وعدم التقيد أيضا بقرارات ذبح المواشي رغم تدابير دفع التعويضات. وفي سياق متصل، أعلن المكلف ببرنامج مكافحة الأمراض المتنقلة عبر الحيوان أن وزارة الصحة بالتنسيق مع مصالح البيطرة اتخذت تدابير صارمة قصد الحد من اتساع دائرة العدوى عن طريق تعميم تلقيح المواشي في بعض الولايات النموذجية المراقبة الدائمة لعمليات ذبح المواشي. أما بالنسبة للمستشفيات، فقد قامت وزارة الصحة -حسب تصريحات الدكتور- بالتموين المنتظم بالمضادات الحيوية وبكمية كافية لمعالجة هطا المرض، زد على ذلك تجهيز المستشفيات بكواشف لتشخيص الداء. ومن جهة أخرى، تعتبر الإصابة بالحمى المالطية جد خطيرة وتتطلب علاجا فوريا عن طريق حقن المريض قرابة 40 حقنة من نوع ''جنتال'' بمعدل حقنتين في اليوم، حيث يؤدي التأخر في العلاج إلى حدوث مضاعفات خطيرة كحدوث إعاقات حركية تصيب الشخص المصاب بعد آلام حادة نتيجة إلتهاب المفاصل، العظام، الظهر، وكذا إلتهاب الجهاز البولي والتناسلي الذي قد يسبب أيضا العقم. كما أن فترة علاج الحمى المالطية ''البريسيلوز'' تتطلب فترة طويلة، وهي مكلفة جدا، حيث تقدر تكلفة المصاب الواحد ب 44276 دج، ما يعادل نفقة صحية تجاوزت 372 مليون دج سنة 2006 دون حساب الكلفة غير المباشرة التي تعادل أيام التغيب عن العمل والآثار الاجتماعية والخسائر الفلاحية. وللإشارة، فقد قامت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية منذ بداية العام الحالي بحملة تلقيح واسعة بين الأبقار والأغنام عند ظهور حالات الإصابة الأولى، ولتفادي الانتشار الكبير لهذا المرض، حيث تم خلال الحملة تلقيح الماعز والأبقار ضد الحمى المالطية المعدية للإنسان عبر 21 ولاية.