''رجاء تمنع واحد مثلي من الموت، أنا إنسان موش رايح أعيش كثير، أنا واحد مسكين اتركيني أطلع بسرعة من حياتك، الموت هو هكذا يلاحقني في الحياة بعد تلك الليلة الملعونة، أنا موش خايف من موعد مع الموت''· هي مقاطع من مشاهد مختلفة مقتبسة من مسرحية جسر إلى الأبد عرضها، سهرة أول أمس، مسرح عناد الفلسطيني بمسرح محي الدين بشطارزي بحضور عدد كبير من عشاق المسرح· جسر إلى الأبد يعتبر من النصوص التي كتبت للإذاعة، غير أنه أعاد اقتباسها إلى نص مسرحي الروائي الفلسطيني أحمد رفيق، وقام المخرج باختزال شخصياتها وتجسيدها على خشبة المسرح من قبل كل من الممثلين خالد مصو وياسمين همار· المسرحية تحكي أحداثها عن حق الفلسطيني في الحياة وفي العيش الكريم ومدى مقاوماته للإحباط والتخاذل من أجل غد جديد، وهذا ما جسده البطلين خالد المصو المجسّد لشخصية فارس، وهمار ياسمين المجسدة لشخصية رجاء، فكل منهما تعرفا إلى الآخر بعد أن اصطدمت سيارة البطلة بالضحية، فوجدت نفسها تقاسمه أفكاره وأحزانه بل أخذت تعمل جاهدة للتخفيف من هواجس ضحيتها ونظرته اليائسة للحياة، وقد دفعها عزمها أن تغرس فيه بذور الحياة بدل الموت واليأس، ما ميز العرض المسرحي أنه قدم باللهجة المحلية الفلسطينية، حيث ساهمت بدوره إلى شد الجمهور إليها طيلة مدة العرض، إلى جانب ذلك فكل من الممثلين كان لهما حضور قوي على الخشبة وكل منهما جسد دوره باحترافية وتميزو فالممثل فارس كان ينتقل من دور إلى آخر دون عناء في تقمصه لأدوار مختلفة في العرض خلال المشاهد المتسلسلة· بالنسبة للديكور، تميز بالبساطة غير أنه حمل في طياته أكثر من دلالة مكانية وزمنية· فيما يخص الموسيقى هي الأخرى، أضافت للعرض لمسات إبداعية خاصة باستعمال آلتي العود والناي، حيث عكست الصورة الأليمة للإنسان الفلسطيني· بالنسبة للإضاءة كانت ثابتة طيلة مدة العرض، ولعل المخرج أراد الكشف عن مدى التحدي والصمود الفلسطيني أمام القهر والظلم الذي يمارس في حقه بالنسبة للجمهور لم يبرح مكانه طيلة العرض، وقد تفاعل مع جميع المشاهد، وبهذا العرض قد أثبت المسرح الفلسطيني بأنه قائم بذاته متحديا كل العقبات· ------------------------------------------------------------------------ 4 أسئلة إلى خالد مصو (مخرج وممثل بالعرض) هل يمكن أن تعطينا لمحة عن العرض؟ هذه المسرحية من إنتاج مسرح ''عناد'' بالتعاون مع مؤسسة أيام المسرح، تتحدث في معظمها عن حق الفلسطيني في العيش الكريم ومقاومته وصبره في تحدي الصعاب، فنحن من خلال هذه المسرحية نحمل رسالة ونؤكد للجميع أننا نود بناء جسر إلى الحياة بدلا من الموت كما يدعي البعض· ما لاحظناه بالعرض أنه يتشكل من ممثلين لا أكثر، لماذا هذا الاختزال؟ هذا صحيح، النص المسرحي كتب للإذاعة وقام بإعادتها إلى النص المسرحي الروائي الفلسطيني أحمد رفيق، وعلى إثر ذلك قمنا باختزال جميع الشخصيات في التمثيلية الإذاعية، وتم تجسيدها على خشبة المسرح من قبل ممثلين، أعتقد أن العرض لقي رواجا، حسب المختصون· كيف هو حال المرأة الفلسطينية من المشهد المسرحي؟ المرأة الفلسطينية لها حضور مهمّ في المسرح الفلسطيني، حيث استطاعت على مدار سنوات طويلة من العمل الدؤوب، كما أنها ناقشت العديد من القضايا السياسية و الاجتماعية وتركت بصمة مهمة في تاريخ المسرح الفلسطيني· أما فيما يخص المسرح الفلسطيني، هو مسرح محترف وشق طريقه بصعوبة وواجه الكثير من العقبات ورغم التحديات إلا أن الإنتاج الفلسطيني استطاع أن يرتقي إلى مستوى عالٍ· وذلك من خلال اختيار الأعمال التي تحاكي الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني· من خلال مشاركتكم، كيف وجدتم المسرح الجزائري؟ نحن في مسرح ''عناد'' نتابع الحركة المسرحية بالجزائر خاصة مسرح الطفل، حيث شاركنا على مدار عامين بمسرح الطفل بخنشلة وأيضا شاركنا بالمسرح المحترف سنة ,2008 ومن خلال ذلك وجدنا أن المسرح الجزائري يملك طاقات شابة لديها إمكانيات هائلة في التمثيل، وأنا على اطلاع بأن معهد برج الكيفان لا يتأخر ولا يقصر في إعداد الممثلين بمقاييس عالية·