ككل موسم دراسي جديد تتكرر معاناة فئة الأطفال المعاقين بولاية تيزي وزو، لا سيما في القرى والمداشر النائية، حيث تواجه عدة عراقيل وصعوبات تحول دون إدماجهم في الوسط التربوي، بسبب غياب إرادة حقيقية لدى المسؤولين المكلفين بهذا القطاع، وكذا محدودية مداخل الأسر التي تقف عقبة أمام تسجيل أبنائها في المؤسسات الخاصة· يرى بعض أولياء الأطفال أن وضعية أطفالهم والاكتئاب الدائم الذي يعانون منه جراء المكوث في البيت، وحرمانهم من الدراسة أصبح هاجسا يؤرقهم بالرغم من أن أغلبية هؤلاء الأطفال لاسيما المعاقين حركيا منهم أثبتوا في أكثر من مناسبة، استعدادهم من الناحية النفسية والذهنية لتجاوز مشكل الإعاقة وتحدي الوضع بغية التعلم وتنمية معارفهم، إلا أن غياب سياسة محكمة من طرف المسؤولين المحليين والجهات الوصية من أجل رد الاعتبار لهذه الفئة، حال دون ذلك، فغياب المؤسسات العمومية التي أسندت لها مهام التكفل بهذه الفئة من حيث توفير ظروف التمدرس والتعلم على مستوى بلديات الولاية، عقد الأمر أكثر حيث أصبح المركز الوحيد المتواجد بمدينة تيزي وزو ليس باستطاعته استيعاب العدد الهائل من الأطفال المسجلين والذين هم في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى، بالإضافة إلى أن بعد المسافة التي تربط مساكن هذه الأسر وبالأخص التي تقع في المناطق النائية والمعزولة بهذا المركز، كما أن نقص الإمكانيات المادية للعديد من الأسر حال دون حصول هؤلاء الأطفال على الحق في كتب الأطفال، الأمر الذي أثار سخط وغضب الأولياء، وحسبهم فإن المشكل يتطلب قرارا من السلطات العليا لتخصيص جانبا من الأقسام في المؤسسات التربوية العمومية لفائدة المعاقين، وكذا تكوين أساتذة مختصين في ميدان الإعاقة من أجل توفير شروط التمدرس لهذه الشريحة بهدف منحها فرصة إبراز مواهبها التي تسمح لها بالإندماج في المجتمع·