في يوم جزائري كله نشاط، استضافت المنشطة الجزائرية النشيطة في برنامج ''مساء الثالثة'' بالقناة الجزائرية الثالثة، الأستاذ محمودي رابح مدير نشر دار ''قرطبة''، الذي تحدث بلسان العارف المجرّب·· الخبير بأصول النشر وفنونه وتقاليده وأخلاقياته، عن المعرض الدولي للكتاب الجاري فعالياته حتى هذه اللحظة. وقال من ضمن ما قال إن ''قرطبة'' انفردت بنشر رواية بالغة الأهمية، للكاتبة ''زهرة مبارك''، عنوانها ''لن نبيع العمر''، وقد برر أهمية هذه الرواية الفريدة بالجوائز التي نالتها وبالشهرة التي حازتها في شبكة الأنترنت وتحديدا بموقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك''· ودعا الجمهور إلى التحلي بالحماس لاقتنائها قبل نفاد الطبعة، ثم تحدث عن الباحثين والكتّاب الجزائريين، وحفزهم على مواكبة الأحداث والتزام الجدية والاحترافية، كما في الدول المتقدمة، ذلك أن السيد محمودي قد زار باريس بعد أحداث 11 سبتمبر بأسابيع قليلة، وقد فوجئ أن كتّاب فرنسا النشيطين قد ألفوا عشرات الكتب حول ذلك الحدث المشؤوم الذي اهتز له العالم. وهكذا وجدت نفسي أمام نقطتي نقاش يطرحهما ناشر جزائري في تلفزيون جزائري، يفترض أن الملايين يشاهدونه بحماس بالغ في يوم ليس ككل الأيام·· ذكرى أول نوفمبر المجيدة. النقطة الأولى تتعلق برواية اعتبرها ناشرها ناجحة بحجة أنها تحقق حضورا قويا في الأنترنت وأنها حازت على جوائز عديدة. لا أريد التعرض لدور المنشطة التي لم تصلها إشارة من غرفة الإخراج بضرورة طرح السؤال على الضيف، عن هذه الجوائز التي نالتها الرواية وعن الأرقام المتوفرة لديه لحساب درجات انتشارها في الشبكة العنكبوتية· لقد صمتت المنشطة وهذا متوقع دائما. أما النقطة الثانية فهي متعلقة بدعوته الكتاب الجزائريين أن يكونوا نشيطين ويعملوا على عصرنة أفكارهم وترقية أدائهم. حسنا، هيا نتناول كل نقطة على حدة، بعيدا عن مضمون الرواية وبعيدا عن كاتبتها، فهذا الموضوع سيأتي لاحقا بالتأكيد. نطرح السؤال التالي: ''هل ما قاله السيد محمودي عن الانتشار الواسع لرواية ''لن نبيع العمر'' في شبكة الأنترنت معلومة صحيحة'' ؟ الحصول عن الإجابة لن يكلف الكثير· هيا نفتح صفحة محرك البحث الشهير ''غوغل'' ونضع عبارة ''لن نبيع العمر''· بكبسة واحدة تأتي النتائج مبهرة حقا!! مئات الصفحات معروضة أمامنا عن صفقات بيع لن تتم·· بسبب تمسك صاحب البضاعة ببضاعته··رئيس ''سانتوس'' لن نبيع ''نيمار'' إلى ''تشيلسي''·· سفير أوغندا لن يبيع مياه النيل لمصر·· الفلسطينيون لن يبيعوا القدس·· وهكذا النتائج تتوالى· أما فيما يتعلق ببيع العمر، فهناك نتائج قليلة جدا أهمها مقاطع منشورة من الرواية في منتديات للكتاب الهواة. أما إن كنت قد فهمت السيد محمودي خطأ فلا بد أن أتدارك، ربما يكون قصده فقط موقع ''الفيس بوك''. حسنا·· إن التجربة ممكنة، فالموقع يوفر إمكانية البحث. هيا نضع العبارة ذاتها وننتظر النتيجة.. يا للهول···!! إنها الرسالة المخذلة ذاتها، ''لا نتائج لبحثكم''، ''قم بتدقيق إملائي لما كتبته أو اكتب مصطلحاً آخرب...· في الواقع إن ما تحدث عنه مدير نشر ''قرطبة'' عن انتشار الرواية ما هو إلا محض ادعاء، وأظن أنه استغل طيبة المنشطة وحاول تمرير معلومة غير صحيحة، وهذا ليس جيدا البتة، أليس كذلك...!! هناك أمر آخر··· أو لندعْ ذلك إلى حلقة قادمة أليس هذا جيدا...!!