أقدمت جماعة إرهابية، عشية عيد الأضحى، على خطف مقاول ينحدر من قرية إمخلاف التابعة لبلدية أغريب الواقعة على بعد 45 كلم شمال شرق مدينة تيزي وزو، وطالبت عائلته بفدية لم يتم الإعلان بعد عن قيمتها، فيما أصيب ابن عم المختطف بجروح خطيرة إثر تعرضه لطلقات رصاص المختطفين· وقد أثارت هذه العملية غضب سكان أغريب وكل عرش آث جناد الذين أبدوا تضامنهم المطلق مع عائلة الرهينة واستعدادهم لتفجير هبة شعبية مثلما فجروها في صيف المنصرم خلال اختطاف المقاول المدعو ''إبارار الوناس''، ولم يستبعدوا رفع السلاح بعد تكرار السلفية لعملية الاختطاف بمنطقتهم· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مقربة من عائلة المقاول المختطف المدعو ''سليمانة عمر'' البالغ من العمر 33 سنة، فإن عملية الاختطاف تم تنفيذها على مستوى الطريق الوطني رقم 71 الرابط بين أغريب واعزازفة، وبالضبط في المكان المسمى ''بوهلالو'' من طرف جماعة إرهابية متكونة من ثلاثة عناصر مسلحة برشاشات الكلاشنيكوف، بعد أن أقاموا حاجزا مزيفا على مستوى المكان المذكور· وحسب ما أكدته مصادرنا، فإن عملية الرصد والمتابعة كانت من مدينة اعزازفة، حيث كان المختطف على متن سيارة مع ابن عمه المقاول المدعو ''سليمانة حيدوش''، هذا الأخير -حسب مصادرنا- هو من كان مستهدفا بعملية الاختطاف، لكن الإرهابيين أنزلوا السائق المدعو ''سليمانة عمر'' ظنا منهم أنه الضحية المستهدفة، لأن الجماعة الإرهابية التي رصدت تحركات الضحيتين قدمت معلومات للجماعة التي نفذت الحاجز المزيف تفيد بأن السائق هو المقاول ''سليمانة حيدوش'' في الخمسين من عمره، لكن هذا الأخير غيّر في وسط الطريق المكان وتولى مرافقه وهو ابن عمه ''سليمانة عمر'' قيادة السيارة· ومباشرة بعد وصولهم إلى الحاجز المزيف، اتجه الإرهابيون إلى السائق وأنزلوه من السيارة، واصطحبوه إلى حافة الطريق، واستطاع ابن عمه ''سليمانة حيدوش'' الذي كان في السيارة الهروب بسرعة فائقة، وحاول الإرهابيون توقيفه فقاموا بإطلاق وابل من الرصاص تجاهه، فأصابوه بجروح خطيرة، لكنه تحمّل الإصابة متجها مباشرة إلى مستشفى عزازفة، أين تعرض لعملية جراحية مستعجلة، وتم تحويله إلى مستشفى تيزي وزو، وحاليا لا يزال تحت العناية المركزة· وبعد فشل الجماعة الإرهابية في اختطاف المقاول المستهدف ''سليمانة حيدوش'' قامت باختطاف ابن عمه ''سليمانة عمر'' واقتادوه إلى وجهة مجهولة، وقد عثر على مركبته في طريق ''تامدة'' المؤدي إلى مدينة فريحة· وأكدت مصادر مقربة من عائلة الضحية أن الجماعة المختطفة، اتصلت أول أمس الثلاثاء، بعائلة الضحية وأعلمتهم بأن ابنهم في صحة جيدة ولم يتعرض لأي مكروه، وطالبت بفدية مقابل إطلاق سراحه، لكن لم يتم بعد تحديد قيمتها· هذا، وكأول رد فعل لعرش آث جناد الذي يضم ثلاث بلديات وهي فريحة وتيميزار وأغريب التي تحتوي على 52 قرية، خرجوا أول أمس بالمئات إلى الغابات المجاورة للبحث عن الرهينة، كما عقدوا في المساء اجتماعا طارئا بقرية ''إمخلاف'' التي ينحدر منها المختطف لبحث سبل تحريره· وأكدت مصادرنا أن الاجتماع أسفر عن تنصيب خلية الأزمة التي تتكفل بمتابعة هذه القضية، حيث تم إصدار أول بيان تم توزيعه على مستوى بلدية أغريب وكذا فريحة وعزازفة يطالبون فيها الجماعة المختطفة بضرورة إطلاق سراح ''سليمانة عمر'' دون دفع فدية، قبل الدخول معهم في مواجهة مباشرة وتفجير هبة شعبية مثلما فعلوها الصيف المنصرم خلال تحرير المقاول ''إبارار الوناس'' الذي ينحدر من قرية أزرو بفريحة· هذا، وتضامنا مع عائلة الرهينة، نظم عرش آث جناد صبيحة أول أمس العيد اعتصاما حاشدا أمام منزله بقرية ''إمخلاف'' حضره المئات من المواطنين، وسادت، حسب مصادرنا، حالات من التذمر والسخط، وأبدوا مساندتهم وتضامنهم الكلي مع عائلة الضحية وتوعدوا الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالذهاب بعيدا في هذه القضية، قصد دحر عملياتهم الإجرامية ووضع حد لعمليات الاختطاف التي تستهدف المنطقة·