زكى نواب ولاية مستغانم بالبرلمان ومنتخبون محليون على رأسهم رئيس المجلس الشعبي الولائي وقيادات في المحافظة وعشرات المناضلين، حركة التقويم والتأصيل في جبهة التحرير الوطني، ليفقد بذلك الأمين العام عبد العزيز بلخادم، أهم ولاية بالنسبة للحزب والتي اختارها منذ أشهر فقط لتكون مرجعية الحزب السياسية لإعادة بعثه في الساحة من خلال منحها شرف احتضان الجامعة الصيفية· لم يسبق لولاية من ولايات البلاد وأن انخرطت بهذا الشكل في الحركة التقويمية التي أشعلت الأزمة التنظيمية الأخطر من نوعها في جبهة التحرير الوطني منذ أزمة المؤتمر الثامن في .2004 لقد شق عصا الطاعة عن بلخادم كل من لزرق محمد عضو مجلس الأمة وطيفور بن موسى عضو اللجنة المركزية والنائب بالمجلس الشعبي الوطني رفقة قبابي نور الدين والطيب عبد القادر، يليهم رئيس المجلس الشعبي الولائي سلطاني بلغالي ورئيس كتلة نفس الهيئة خملي تواتي وانضموا جميعا إلى التقويم والتأصيل· ولا يتعلق الأمر بهؤلاء فقط، بل انضم إليهم أغلب المنتخبين المحليين في الولاية والبلديات يتقدمهم أهم عشر رؤساء بلديات في المدينة الساحلية، وأمضى الجميع حسب الوثائق التي تلقتها ''الجزائر نيوز''، استمارات التزكية الخاصة بالحركة التقويمية للحزب· وقال محمد الصغير قارة الناطق باسم الحركة التقويمية في اتصال معه البارحة أنه لم يتبق لبلخادم في الولاية سوى، عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي الذي سبق وأن اتهمه مناضلون بالاستئثار بالحزب من خلال تفويض بلخادم له لقطع رؤوس المناضلين في العديد من الولايات· وقال مصدر من التقويم ''بأن ولاية مستغانم التي احتضنت الجامعة الصيفية إعدادا لانطلاقة سياسية جديدة في الساحة أرسلت إجابة واضحة إلى الأمين العام من خلال الانسحاب الجماعي نحو الحركة التقويمية وتأكيدها بأن الانطلاقة لن تكون على النحو المعتمد حاليا''· واعتبرت مصادر الحركة الجديدة بأن انضمام منتخبي الولاية إليها ''هي أقوى ضربة يتلقاها بلخادم منذ اندلاع الاحتجاج، وهي رسالة واضحة تكشف بأن تطميناته التي تلقاها بشأن المناضلين من قبل بعض المحيطين به بدأت تثبت العكس في الميدان'' في إشارة شفافة جدا إلى القيادي وعضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف· وقال بيان نزل أمس إلى قاعات التحرير مرفوق باستمارات التزكية الخاصة ''بالتقويم والتأصيل'' أن عزم الأمين العام في معاقبة المتسببين في أزمات سابقة أضحت صيحات ضائعة تسببت في تغييب أدوات الانضباط والعقاب''، منتقدين إياه من خلال صمته عن التقارير السوداء التي وصلت اليه وهي تسجل خروقات جمة حول الكيفيات التي جرت وفقها الانتخابات المحلية· وأعلن المنتخبون وقيادات الافلان في مستغانم أنهم ينخرطون في التقويمية جهرا وحماسا بعد استحالة المعالجة في الاطار الطبيعي والسبل النظامية للحزب مؤكدين بأنهم يرفضون ''كافة أشكال الاستقباح ضد الإطارات السامية للجبهة ومناضليها''، محملين بلخادم أي عواقب تؤول إليها الجبهة التاريخية. سي عفيف يتهم رئيس المجلس الشعبي الولائي بالوقوف وراء زعزعة استقرار الحزب في مستغانم من جهته رد سي عفيف في تصريح ل'' الجزائر نيوز'' حول ما ورد في البيان بالقول: ''فيما يخص هذا البيان رفعنا دعوى قضائية ضد رئيس المجلس الشعبي الولائي لمستغانم لأن هذا الأخير استعمل وسائل المجلس لأغراض خارج الأهداف التي يحددها المجلس الشعبي الولائي، فضلا على أن هذا الأخير تم إقصاؤه من صفوف جبهة التحرير الوطني منذ عامين بسبب ترشحه لاستحقاقات سابقة ضد المرشح الرسمي للأفلان''، كما اتهم القيادي عبد الحميد سي عفيف بعض المنتخبين ومنهم النواب بالتلاعب بمصلحة الحزب، مفندا أن تكون المجموعة التي وردت أسماؤها في البيان انضمت إلى الحركة التقويمية، قائلا ''إن من بين الأسباب التي دفعت بعض المناضلين في ولاية مستغانم إلى رفض دعوى قضائية ضد رئيس المجلس الشعبي الولائي هي حديثه باسمهم متهما من صاغوا البيان بتزوير التوقيعات''· من جهة أخرى، قال سي عفيف أن كل من وردت أسماؤهم في البيان هم من الباحثين عن مواقع استعدادا لتشريعيات ,2010 ولقد تمت هيكلة الحزب في مستغانم في حضورهم وتحركهم، هذا يأتي بناءا على عدم ورود أسمائهم في الهيكلة الجديدة·