أعلن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس عن وضع استراتيجية وطنية جديدة تهدف إلى الحد من الاستفحال الكبير للإصابة بمختلف الأورام السرطانية، عقب تسجيل أكثر من 40 ألف إصابة جديدة سنويا. ومن أجل ضمان نجاح هذا المخطط، أوضح الوزير بأن مصالحه استحدثت صندوقا وطنيا خاصا لمكافحة هذا المرض، حيث ضخت فيه الوزارة كغلاف مالي أولي ما قيمته 35 مليار دينار سيخصص جزء منه لاقتناء تجهيزات ومعدات مخصصة للعلاج بالأشعة بسبب شكاوى العديد من المرضى· وقد اعترف وزير الصحة أمام لجنة الصحة والسكان والتجهيز بالمجلس الشعبي الوطني خلال استعراضه لهذه الاستراتيجية الجديدة بفشل المخططات السابقة في الحد من ارتفاع عدد المصابين بهذا الداء الخبيث، نتيجة عدة عوامل، أهمها قلة التجهيزات والأطباء المختصين، الأمر الذي حال، حسب تصريحات الوزير، دون التكفل بعدد كبير من المرضى سيما القاطنون بمنطقة الهضاب العليا· كما آمل الوزير أن يتم من خلال هذا المخطط الوطني الجديد تغطية الاحتياجات المرصودة خاصة تلك المتعلقة بتخفيف معاناة 28 ألف مصاب بالسرطان، جميعهم يشتكون من تأخر مواعيد إجراء العلاج بالأشعة. في ذات السياق، صرح الوزير بأن الصندوق المستحدث سيمول عملية اقتناء 57 جهازا شعاعيا ستوزع على المراكز المتخصصة في علاج السرطان المنتشرة عبر الوطن، ليرتفع بهذا عدد المستفيدين من العلاج من 8 آلاف مصاب كانوا يخضعون للعلاج من خلال 13 جهازا كان مستغلا إلى 20 ألف مصاب بهذا الداء الخبيث· وأضاف الوزير خلال مداخلته بأن هذه الخطة الاستراتيجية الموضوعة وفق الاحتياجات المرفوعة ستتكفل أيضا بتنظيم أيام تكوينية لفائدة الأطباء، قصد تدعيم الطاقم الطبي الحالي من خلال تكوين أطباء أخصائيين في علاج مختلف الأورام السرطانية، وكذا إطلاعهم على أحدث الطرق المستعملة في العلاج· وفي سياق متصل، قال الوزير بأن هذا المخطط سيسمح بفتح خمسة مراكز جهوية جديدة موزعة عبر قطر الوطن لها مهمتان، الأولى تهدف إلى ضمان التكفل الجيد بالمصابين، إضافة إلى إسهامها الكبير في تفعيل عملية الكشف المبكر لأنواع السرطان قصد القضاء على الورم في البداية. من جهته، أكد البروفيسور بقاط رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الطب، خلال حصة ''ضيف الأولى'' أن المشكل الحقيقي وراء ارتفاع عدد المصابين بالسرطان يرجع إلى صعوبة تشخيص هذا المرض في البداية لعدة أسباب، أهمها قلة خبرة الأطباء في التعامل مع هذا المرض.