مرة أخرى، يخرج وزير الاتصال، ناصر مهل، ليؤكد أن التلفزيون الجزائري مطالب بتقديم برامج أكثر نوعية وأكثر احترافية للمتفرج، مؤكدا أن الفترة المقبلة من شأنها أن تشهد نقلة نوعية من حيث مستوى البرامج المقدمة· هذا الحديث الذي يتزامن مع إقدام التلفزيون الجزائري على خوض تجارب جديدة في مجال إنتاج البرامج الترفيهية، التي بالرغم من كل الانتقادات التي تطالها بفعل المقارنة الدائمة مع البرامج الأجنبية، إلا أنها في الوقت ذاته تحظى بنسبة متابعة وشعبية قوية لدى المتفرج الجزائري· من هذه البرامج برنامج ''ألحان وشباب، عودة المدرسة''، البرنامج الذي أسال الكثير من الحبر منذ عودة إطلالته على الشبكة البرامجية، على اعتبار أنه أريد له أن يكون أضخم برنامج ترفيهي على القناة الوطنية، سيما وأن القناة لم تبخل عليه بكل ما يلزم من أموال لإظهاره على أحسن وجه، بما في ذلك استقدام أكبر نجوم الغناء للمشاركة في البرنامج، ولعل هذا ما ساهم في إنجاح البرنامج جماهيريا· ''ألحان وشباب''·· ''يد وحدة ما تصفق'' منذ قدوم المدير العام الجديد للتلفزيون الجزائري، عبد القادر عولمي، تأكد أن سياسته مبنية على ترشيد النفقات، بعدما تأكد أن عددا من البرامج تحظى بإمكانيات خيالية بالمقارنة مع ما تقدمه للمتفرج، سيما وأن التلفزيون كان مشاركا كطرف منتج، في الوقت الذي كانت تكتفي فيه الشركات الخاصة بدور المنتج المنفذ، في إشارة إلى أنها توظف أموال التلفزيون، بل أكثر من ذلك فإن الكثير من هذه الشركات استمرت طيلة سنوات في استعمال معدات والإمكانيات المادية والبشرية لمؤسسة التلفزيون الجزائري، مع العلم أنها كانت تعيد فوترة كل تلك الخدمات على أنها خدمة مضافة، ما جعل فاتورة بعض البرامج يفوق المليارات· ومع تزايد عدد هذه البرامج باتت الفاتورة الإجمالية تعيق استمرار مثل هذه البرامج، سيما وأن البعض منها لم يكن يحدث الفرق مع المتفرج، الذي ظل عازفا عن متابعتها· من هنا كان التفكير في ترشيد النفقات، مع العلم أن النية كانت بادية في الحفاظ على المستوى ذاته في جودة الإنتاج· من بين البرامج الناجحة التي عرفت إعادة نظر جدية في تكلفتها البرنامج الرمضاني ''فرسان القرآن''، هذا الأخير الذي أسال الكثير من الحبر بخصوص الجدل بين المؤسسة المنتجة والمنتج المنفذ، لينتهي المطاف في نهاية الأمر أن نجح التلفزيون في الحفاظ على قيم البرنامج مع التخفيض في ميزانيته، فقد تم تخفيض الاعتماد المالي المخصص للبرنامج من 13 مليار سنتيم إلى 9 ملايير بعد مراجعته من طرف مديرية الإنتاج على مستوى التلفزيون الجزائري، وهو ذات ما حدث مع برنامج ''ألحان وشباب''، الذي عاد بعد إعادة نظر في تكلفته الإجمالية، إذ تفيد المعلومات أن ميزانية البرنامج تقلصت من 30 إلى 12 مليار سنتيم، ما يعني أنه تراجع بأكثر من نصف الميزانية، غير أنه بالرغم من كل ذلك ورغم كل الذين راهنوا على فشل البرنامج بسبب تقليص الميزانية، إلا أن الأعداد المعروضة لغاية الآن أكدت إقبال الجزائريين على البرنامج، ليتأكد أن العبرة لا تكمن في ضخامة الميزانية بقدر ما تكمن في التسيير العقلاني· في هذا السياق، يبدو أن التلفزيون الجزائري عازم على الاستمرار في إنتاج برامج تجمع بين الجودة والقيمة والعقلانية في الإنتاج، فقد تأكد رفض المدير العام للتلفزيون الجزائري التوقيع على ميزانية برنامج ترفيهي آخر يحمل عنوان ''البوابة''، البرنامج الذي يهدف لأن يكون أكبر حصة ترفيهية تستضيف نجوم عالميين وجزائريين بارزين عبر العالم· الجدير بالذكر أن المدير الذي وافق على مبدأ البرنامج طالب القائمين عليه بضرورة إعادة النظر في الميزانية بالنقصان، من أجل ضمان إنتاجه وعرضه خلال الشبكة البرامجية الجديدة· الأكيد أن هذا الناجح لا يمكن أن يصمد إلا إذا تم تدعيمه بعدد من البرامج الأخرى المشابهة، على اعتبار أن الأذواق تتنوع ولا تقتصر على برامج الغنائية، سيما وأن المسابقات الغنائية ما هي إلا باب من أبواب الترفيه·