تعهّد وزير الاتّصال ناصر مهل أمس الأوّل بتحسين وإصلاح أداء التلفزيون الجزائري من هنا فصاعدا من أجل تقديم خدمة عمومية إيجابية لصالح متطلّعات المواطن الجزائري الذي أضحى اليوم ناقما على البرامج المقدّمة، خاصّة تلك التي تمّ بثّها خلال الشهر الفضيل الذي وجّه بشأنه الوزير اعتذارات رسمية إلى الجمهور الجزائري· وقال مهل في تصريح للصحافة على هامش جلسة علنية بالمجلس الشعبي الوطني خصّصت لطرح الأسئلة الشفوية إن الإصلاحات التي تمّت مباشرتها على مستوى قطاع الاتّصال تهدف إلى تحسين الخدمة العمومية لوسائل الإعلام، مشيرا إلى أن هناك اِنتقادات واسعة وجّهت لمؤسسة التلفزيون على البرامج التي تمّ بثّها خلال شهر رمضان الكريم· وانتهز الوزير الفرصة ليقدّم اعتذاره الرّسمي للجمهور الجزائري على البرامج التي تمّ بثّها خلال الشهر الفضيل، مؤكّدا أنه حان الوقت لإصلاح الوضع وتحقيق قفزة نوعية جديدة قصد تحسين أداء التلفزيون وهذا بإشراك كلّ الفاعلين، سواء داخل المؤسسة أو خارجها، ودعا في ذات السّياق إلى ضرورة إعطاء وجه آخر للتلفزيون الجزائري حتى يكون في مستوى التحدّيات التي تواجهنا· وبخصوص إمكانية إنشاء قنوات تلفزيونية جديدة، إعتبر مهل أن المسألة لا تكمن في صعوبة خلق هذه القنوات بقدر ما تتعلّق بتوفير الإمكانيات المادية اللاّزمة والقدرة على إنتاج البرامج التي تضمن بثّ هذه القنوات دون انقطاع، مشدّدا وفي الوقت ذاته على أهمّية تشجيع المنتجين والمبدعين في المجال السّمعي البصري حتى يكونوا في مستوى تطلّعات الجمهور· من جهة أخرى، أكّد وزير على أهمّية احترام قواعد وأخلاقيات المهنة من قِبل الصحفي أثناء تأدية مهامه قصد ضمان حقّ المواطن في الإعلام، موضّحا أن الوصول إلى مصدر الخبر لا يقرّره الصحفي ولا المؤسسة وإنما هو ثقافة ينبغي تطويرها بين المصدر والوسيلة الإعلامية، مشيرا إلى أنه وبالرغم من المستوى المقبول الذي بلغته الصحافة الجزائرية إلاّ أنه من الضروري ضمان مصداقيتها بصفة أكبر من خلال إضفاء الاحترافية على عملها وكذا احترام قواعد وأخلاقيات المهنة، كما شدّد أيضا على ضرورة محاربة بعض السلوكات المشينة التي أساءت إلى المهنة وخلق علاقة احترام بين الصحفي ومصدر الخبر، مشدّدا في هذا الصدد على أهمّية التكوين كعامل أساسي لتحسين مستوى الأداء والفعالية، سواء بالنّسبة للصحفيين في وسائل الإعلام أو للمكلّفين بالاتّصال في الهيئات والمؤسسات· وكشف الوزير بالمناسبة عن تنظيم دورة تدريبية في نهاية أكتوبر القادم لفائدة المكلّفين بالاتّصال على مستوى الوزارات من أجل الوصول إلى اتّصال مؤسساتي ذي نوعية يتميّز بأكثر فعالية وأكثر نجاعة في مواجهة المنافسة الدولية· أمّا بخصوص تأخّر تجسيد مشروع الإذاعة المحلّية لولاية بومرداس فقد أرجع الوزير ذلك إلى الإجراءات المتعلّقة بتحويل مقرّ مؤسسة الوسط للمواد الحمراء لفائدة وزارة الاتّصال لكي يكون مقرّا لهذه المحطّة الإذاعية التي اتّخذ بموجبها كافّة الإجراءات لتجسيده، خاصّة وأنه من دعاة الأخبار الجوارية التي تخدم المواطن على ودّه الخصوص· وقال الوزير إنه لابد من إدخال الاحترافية على مهنة الصحفي قصد رفع مردودية وسائل الإعلام والسّماح لها بالاستجابة لتطلّعات المواطنين، وهذا ما انعكس على مردودية التلفزة الوطنية التي بدأت حسبه تقوم بعمل جيّد تماشيا مع التوجيهات الجديدة التي أعطاها رئيس الجمهورية خلال الجلسة التقييمية الأخيرة التي خصّصت لقطاع الاتّصال· وأشار الوزير في هذا الخصوص إلى أنه يتّضح من هذه التوجيهات عدم تجاهل الإنجازات الكبرى للبلاد، كما لا يجب أيضا أن نغضّ الطرف عن تطلّعات المواطنين، مؤكّدا أن التغطية الإعلامية لأيّ نشاط تتطلّب نقل النّقائص، وفي ذات الوقت إعطاء الكلمة لجميع الأطراف المعنية من أجل إنجاز عمل متوازن·