موجة البرد والمطر أصابتني بنوبة شديدة ولم أعد قادرا على مغادرة البيت·· بقي حماري يؤنسني ويحضر لي من ''التيزانة'' ما تيسر·· قلت له·· كم جميلة هي قعدة البيت في هذا البرد·· نهق عاليا وقال·· هل تعرف ما الذي جعلنا متأخرين عن العالم، هو رضانا بالقليل·· قلت له·· الرضا هو مفتاح السعادة·· قال حماري مقهقها·· هناك فرق بين الرضا والقبول بالقليل·· أن تمرض وتشرب ''تيزانة أعشاب'' وتقبع تحت ''كوفيرطة'' صوف هذه هي الحياة الجميلة·· قلت له·· لم أقصد ذلك بالضرورة، ولكن أضعف الإيمان·· قال·· تركنا حقنا ورميناه وراء ظهورنا وتركناهم يتحكمون فينا كما يريدون·· صرخت فيه غاضبا·· كفى أيها الحمار·· سوف تزيدني مرضا على مرض·· قال ولم يعجبه حديثي·· اللي يقول الحق تخرجوه من البلاد·· قلت له·· أعرف مطامعك أيها الحمار·· وأعرف مقاصدك·· وفي كثير من الأحيان أوافقك الرأي·· ولكن من يسمع كلامك يظن أنك تدعو إلى الثورة·· فتح عينيه وبحلق في وقال·· ثورة؟ عن أي ثورة تتكلم؟؟ الثورة انتهت مع الثوار البواسل·· وكل ما تبقى هو شبه قلوب ميتة لا تقوى على الحراك ولا الإحساس·· قلت صارخا·· هذا تحريض·· تحريض·· إرحمني·· أنا مريض·· نهق من جديد وقال·· قلت لك من يقول الحق يخرج من البلد·· لا تخف في كل الأحوال لن تكون هناك ثورة·· مات عهد الثوار··