كشفت مصادر مؤكدة أن بلخادم يتعرض إلى ضغوطات شديدة ممن بقوا إلى جانبه في ثاني أكبر حركة تمرد تمس الأفلان، بعد عهد علي بن فليس، إذ يطالبونه بمعرفة موقف الرئيس من الأزمة، وهو التساؤل الذي كان حاضرا على لسان قياديين في اجتماع الأربعاء الماضي· بالرغم من المرونة الشديدة التي أبداها الأمين العام عبد العزيز بلخادم، في التعاطي مع التقويميين خلال اجتماع لجنة التنسيق والمكتب السياسي ووزراء الجهاز التنفيذي، الأربعاء الماضي، إلا أن هذا لم ينه متاعبه، إذ أصبح يواجه حربا نفسية قاهرة يقودها من بقي من الموالين له في الحزب، الذين يرغبون في معرفة موقف الرئيس بوتفليقة باعتباره رئيسا للحزب أيضا، وموقف شقيقيه سعيد وناصر، الأول من منطلق كونه مستشاره، والثاني من منطلق أنه إطار سام في وزارة يقودها ألد خصوم بلخادم في الحكومة الهادي خالدي· وتقول مصادرنا إن بلخادم كان قد أجاب أحد القياديين من ولاية شرقية أثار الموضوع، بقوله ''إن الرئيس لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء''، وهي الإجابة التي علق عليها مصدرنا بأنها ''رب عذر أقبح من ذنب''، إذ يشير المصدر إلى أن بلخادم ''صور الرئيس بهذه الإجابة في اجتماع أمام إطارات عليا في الحزب أمام أعضاء الحكومة على أنه غير مهتم بأوضاع الحزب الداخلية''· يحدث هذا في وقت نزلت أمس، صاعقة أخرى في الأفلان، تخص التحاق حوالي ألف مناضل من محافظة تلمسان بالتقويمية، يقودهم بوزنق نور الدين وطهير أحمد وبلتشين أمحمد وجمال صمود· وقد أصدر مناضلو الجبهة في تلمسان، بيانا قويا وصفوا فيه أسلوب بلخادم في تسيير الحزب ''بالحقير والمزدوج''، مؤكدين أنهم واقفون وقفة شرف لاستعادة عزة ومكانة الحزب· في ظل أزمة حزبية حادة بداخله الأفلان يتسلم رئاسة التحالف الرئاسي تستلم جبهة التحرير الوطني، اليوم، الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي، في ظل أزمة داخلية حادة، قد ترهن أو تعرقل مهامه بشكل أو بآخر في إطار الائتلاف، كما يقول مصدر من الأفلان، بينما يعتقد نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن الحدث مجرد عمل بروتوكولي وأن التحالف سينتهي بانتهاء عهدة الرئيس بوتفليقة· إذا كان الوزير الأول أحمد أويحيى سيُلقي باسم التجمع الوطني الديمقراطي حصيلة إيجابية عن ترؤسه التحالف بدءا من تحقيق نسبة نمو مقبولة وخفض في معظم مستويات نفقات الدولة على الاستيراد، ونجاح في دخول اجتماعي عكس ما كان متوقعا، حسب مصدر من التجمع، فإن الأفلان سيستلم رئاسة الائتلاف في ظروف داخلية صعبة جدا، في ظل الانقسام الداخلي الشديد والنزيف القاعدي الذي فتح مجاريه المئات من المناضلين عبر أهم المعاقل السياسية والانتخابية للأفلان· فمن باتنة شرقا مرورا بالمدية في الوسط إلى مستغانم ووهران وحتى تلمسان غربا ومنها إلى بسكرة جنوبا، لا يزال نزيف القاعدة من المحافظات والقسمات متواصلا، ولا يزال الحزب يركز اهتماماته على الجانب التنظيمي، مما يجعل الحمل الخاص برئاسة التحالف أثقل على كاهل الجبهة، وعبد العزيز بلخادم المطالب على الأقل بحفظ نفس المستوى من ''الإنجازات'' التي حققها غريمه الأرندي من أجل تنفيذ برنامج الرئيس· ويأتي استلام رئاسة الأفلان على الصعيد السياسي، بفقدان قادة بارزين في سدة الأحزاب الثلاثة، الثقة في التحالف الرئاسي، يتقدم الرقم الثاني في حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري الذي يرى أن الائتلاف متوقف عند مستوى تسميته، كما أعلن على أمواج الإذاعة الوطنية قبل أسبوعين، وأضاف على ذلك في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، أمس، ''أن تسليم واستلام الرئاسة مجرد بروتوكول وما بعدها لا يشكل مسؤوليات كبيرة والتحالف سينتهي بانتهاء عهدة الرئيس''· ويرى الناطق باسم حركة مجتمع السلم محمد جمعة أن ''المبدأ يقول ألا نتدخل في شؤون داخلية لأحزابنا لأننا رفضنا سابقا أن يتم التدخل فيها عندما مستنا الأزمة قبيل المؤتمر الأخير، ولكن نحن نعتقد عن حسن نية بأن الأفلان سيتمكن من أداء مهمته وإلا فسنترك رأينا في حال حدث العكس للأيام القادمة''· بينما يرى مصدر آخر من الأفلان أن الجبهة لم تتأثر يوما على الصعيد السياسي وأداءات رجالها على المستوى التنفيذي بفعل الأزمات التي عرفتها داخليا، كما لا تزال الخلافات حول المسائل السياسية الجوهرية تلقي بضلالها على التحالف، خاصة فيما يتعلق بتعديل الدستور والزيادة في الأجور وقضية الاعتذار من فرنسا، إذ يعتبر الأرندي الزيادة شعبوية، والتعديل من صلاحية الرئيس، والاعتذار لا يُشكل قاعدة ومبدأ للعمل الثنائي·