استقبال خاص للرئيس السابق بن جديد، وحضور الرئيس الصحراوي والفصائل الفلسطينية

في افتتاح المؤتمر التاسع '' للأفلان '' بالقاعة البيضوية.. بلخادم : صححنا أخطاءنا دون عقدة

افتتحت أشغال المؤتمر العادي‮ التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني‮ أمس،‮ بالقاعة البيضوية،‮ بمشاركة‮ 3500‮ مندوب إلى جانب ما‮ يقارب الالف مناضل،‮ ممن منحت لهم صفة مشارك،‮ التي‮ لا تسمح لهم بالترشح لهياكل الحزب أو انتخاب أعضائها‮. كما‮ يحضر أشغال المؤتمر فئات من الإطارات التي‮ ضمنت مشاركتها بحكم الصفة،‮ كما هو الحال مع وزراء الحزب ونوابه بالبرلمان،‮ ليصل العدد إلى نحو‮ ,‬5000‮ مجموع المشاركين في‮ هذا المؤتمر الذي‮ يستمر على مدار ثلاثة أيام،‮ تحت شعار‮ ''‬حزب قائد في‮ وطن رائد‮''.‬
وفي‮ هذا الإطار،‮ تؤشر‮ معطيات‮ اليوم الاول وإستعدادات ما قبله‮ استمرار الأمين العام المنتهية عهدته عبد العزيز بلخادم،‮ على رأس الحزب‮ ''‬العتيد‮''‬،‮ حيث أن الأمور باتت محسومة على هذا الصعيد،‮ بعد أن ظفر بتزكية المؤتمرات الجهوية الست،‮ التي‮ سبقت المؤتمر الوطني،‮ وكذا‮ غياب منافسين له على المنصب،‮ لاسيما بعد أن أبدى عبد القادر حجار،‮ عدم رغبته‮ في‮ الترشح‮. ولا‮ يستبعد أن‮ يفوز بلخادم بعهدة ثانية عن طريق التزكية من قبل المؤتمرين،‮ دونما حاجة إلى الانتخاب‮. ويتوقع أن‮ يتم هذا بسلاسة كبيرة،‮ وغياب أي‮ مظهر من مظاهر المعارضة‮.
وقد خصصت الفترة الصباحية في‮ المؤتمر لمراسم الافتتاح،‮ فيما أجلت باقي‮ نقاط جدول أعمال المؤتمر،‮ إلى الفترة المسائية لتمتد إلى ساعات الليل‮. وأنيطت ببلخادم رئاسة مكتب المؤتمر،‮ وضم في‮ تركيبته رؤساء المؤتمرات الجهوية الستة‮. الأمر الذي‮ سيكرس سيطرة بلخادم التامة على سير المؤتمر،‮ بحكم الصلاحيات التي‮ تمنحها له رئاسة للمكتب،‮ ومنها على وجه الخصوص الحق في‮ منح الكلمة للمندوبين،‮ وصلاحية سحبها منهم،‮ أو منعها عنهم‮. وكذا الحق في‮ طرد أي‮ مندوب من القاعة‮. كما سيتم خلال الأشغال،‮ تنصيب تسع لجان،‮ من بينها اللجان الفرعية السبع التي‮ أنشئت سابقا،‮ لتحضير المؤتمر،‮ إلى جانب لجنتي‮ الترشيحات،‮ وإثبات العضوية‮.‬
ويعقب النقاش العام،‮ انتخاب اللجنة المركزية ثم المكتب السياسي،‮ وهما الهيئتان اللتان سيستعاض بهما عن المجلس الوطني‮ والهيئة التنفيذية على التوالي‮. ومن شأن استحقاقات تشكيل هاتين الهيئتين،‮ أن تخلق تدافعا وتنافسا وسط الطامحين للظفر بعضويتيهما،‮ يغطيان نسبيا على‮ غياب رهانات بهذا الحدث السياسي‮. حيث سيكون التنافس في‮ المرحلة الأولى،‮ على مقاعد اللجنة المركزية ال‮ .‬320‮ وهي‮ اللجنة التي‮ ستضم في‮ تركيبتها حصة للنساء والشباب،‮ وينتخب بهذه الهيئة،‮ ثلاثة أعضاء عن كل محافظة من محافظات الحزب وعددها‮ .‬54‮ إلى جانب حصة‮ يعينها الأمين العام،‮ وقدرها‮ 02‮ بالمائة،‮ وسيخصصها بلخادم بالأساس،‮ لاستيعاب بعض الشخصيات‮ ''‬الوازنة‮'' التي‮ تطمح إلى العودة لهياكل الحزب،‮ و‮''‬إنقاذ‮'' بعض شخصيات‮ ''‬الكادر‮'' المتقدم للحزب،‮ من التي‮ لا تحظى بقبول لدى القواعد النضالية بولاياتها،‮ مما‮ يحرمها من الحصول على العضوية عبر الانتخاب‮. بدورها تتولى اللجنة المركزية انتخاب المكتب السياسي‮ الذي‮ سيضم‮ 15‮ عضوا،‮ وسيراعى في‮ تركيبته التوازن الجهوي‮. ورغم تضارب المعلومات بخصوص هذه التركيبة،‮ وعما إذا كان لوزراء الحق في‮ عضويتها؛ فإنه دار حديث في‮ كواليس المؤتمر عن وجود اتجاه لتعيين ثلاثة وزراء في‮ هذه الهيئة،‮ وتردد هنا بقوة اسم وزير العمل الطيب لوح‮. بدوره سيعود رئيس المجلس الشعبي‮ الوطني‮ عبد العزيز زياري‮ إلى الصف الأول للحزب،‮ من خلال عضوية المكتب السياسي‮. علما أن أزمة‮ غير معلنة كانت قد نشبت بينه وبين بلخادم،‮ بسبب استياء‮ رئيس الغرفة السفلى من احتفاظ عمار سعيداني‮ بمسؤولية قطاع المنتخبين بأمانة الهيئة التنفيذية،‮ إذ‮ يرى زياري‮ أحقيته بهذا المنصب بحكم الصفة‮. كما تشير المعلومات التي‮ استقتها‮ ''‬المستقبل‮'' من مصادر قيادية بالأفلان،‮ إلى إن المكتب السياسي‮ سيُطعّم بثلاث سيدات،‮ وتم هنا تداول إسمي‮ حليمة لكحل وصليحة جفال‮. ويأتي‮ تحديد حصص للنساء ضمن هياكل المجلس،‮ انسجاما مع التوجه الذي‮ أسست له المادة‮ 31‮ من الدستور المعدل،‮ التي‮ تنص على وجوب ترقية المشاركة السياسية للمرأة،‮ .
فؤاد.ع‮
حضور الفصائل الفلسطينيةو حركات التحرر
نوه الرئيس الصحراوي‮ والأمين العام لجبهة البوليزاريو‮ محمد عبد العزيز بموقف حزب جبهة التحرير الوطني‮ المساند للقضية الصحراوية ولحق الشعب الصحراوي‮ في‮ الحرية وتقرير المصير‮. أوضح السيد عبد العزيز في‮ كلمة له في‮ إفتتاح أشغال المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني‮ أن موقف الحزب‮ يعد‮ ''‬إنعكاسا أمينا لموقف الجزائر المساند للقضية الصحراوية ولكل القضايا العادلة في‮ العالم‮''. وأضاف الرئيس الصحراوي‮ أن إسم جبهة التحرير الوطني‮ ''‬إقترن بالحرب التحريرية الخالدة التي‮ خاضها الشعب الجزائري‮ بكل إيمان وبسالة ضد الإستعمار الفرنسي‮ الغاشم‮''‬،‮ مبرزا أن ثورة أول نوفمبر ‮4591 تعد‮ ''‬واحدة من أكبر الثورات في‮ حياة البشرية جمعاء التي‮ ساهمت في‮ استقلال الكثير من الدول في‮ المغرب العربي‮ وإفريقيا والعالم‮''.
كما أشار إلى أن مهمة جبهة التحرير الوطني‮ ''‬لم تتوقف مع إستقلال الجزائر ولكن حملت على عاتقها المسؤولية الصعبة والتحدي‮ الأكبر لبناء وتشييد الوطن‮''.
وأضاف في‮ نفس المنحى قائلا‮ ''‬ها هو اليوم حزب جبهة التحرير الوطني‮ مع كل الأحزاب الوطنية الجزائرية وكل فعاليات المجتمع المدني‮ يساهم في‮ بناء الجزائر المعاصرة ودولة المؤسسات والإصلاحات الشاملة‮''. من جهة أخرى ولدى تطرقه للقضية الصحراوية ندد الرئيس الصحراوي‮ بالإحتلال المغربي‮ للأراضي‮ الصحراوية وإنتهاكه للشرعية الدولية و للقرارات الأممية‮.
كما ندد بنهب وإستغلال السلطات المغربية لخيرات الشعب الصحراوي‮ وببناء الجدار العسكري‮ على طول ‮0072 كلم لقسم الصحراء الغربية أرضا وشعبا‮. وعند تطرقه لوضع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية أكد الرئيس الصحراوي‮ أنه رغم الطابع السلمي‮ للمقاومة في‮ الأراضي‮ الصحراوية المحتلة إلا أن المغرب‮ يقوم بأبشع الإنتهاكات لحقوق الإنسان في‮ حق الصحراويين مجددا طلبه لإيجاد آلية أممية لحماية حقوق الإنسان في‮ الصحراء الغربية عبر توسيع صلاحيات بعثة المينورسو‮.
كما وجه السيد عبد العزيز نداء إلى المغرب‮ ''‬من أجل فتح صفحة جديدة قوامها الإمتثال لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي‮ وحسن الجوار والإحترام المتبادل لإيجاد حل سلمي‮ عادل‮ يعطي‮ للشعب الصحراوي‮ حقه الغير القابل للتصرف في‮ تقرير‮ المصير‮''. كما أكد على‮ ''‬إستعداد‮'' الجانب الصحراوي‮ للتعاون مع كل الدول المغاربية لبناء الصرح المغاربي‮ على‮ ''‬أسس متينة وراسخة من أجل إحلال السلم والأمن والرخاء بالمنطقة‮''.‬
ومن جهة أخرى،‮ أشاد ممثلو العديد من الأحزاب السياسية الأجنبية من بلدان عربية وإفريقية ومن أمريكا اللاتينية أمس الجمعة‮ بدور حزب جبهة التحرير الوطني‮ في‮ نصرة ودعم القضايا العادلة في‮ العالم‮. كما حيا ممثلو هذه الأحزاب في‮ مداخلاتهم في‮ افتتاح المؤتمر التاسع للحزب دور جبهة التحرير الوطني‮ إبان ثورة التحرير‮. وأشاد ممثل حزب المؤتمر السوداني‮ بالعلاقات‮ "‬الأخوية الجيدة‮'' التي‮ تربط الشعبين الشقيقين الجزائري‮ والسوداني‮ مؤكدا أن هذه العلاقات إزدادت‮ ''‬قوة وتلاحما‮'' خلال المقابلة الكروية بين الجزائر ومصر بأم درمان من خلال وقفة الشعب السوداني‮ الى جانب شقيقه الجزائري‮. واعتبر انعقاد المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني‮ بمثابة‮ ''‬نقلة نوعية‮'' في‮ تاريخ الحزب مثمنا في‮ نفس السياق‮ ''‬الوقفة التضامنية‮'' للجزائر مع السودان في‮ محنته،‮ وفي‮ وقت‮ -‬كما قال‮- ''‬أراد فيه الأعداء أن‮ يتربصوا بنا للنيل من سيادتنا‮''. من جهته نوه الناطق باسم حزب البعث السوري‮ بمواقف حزب جبهة التحرير الوطني‮ في‮ الدفاع عن القضايا العربية ودعم المقاومة الفلسطينية،‮ وكذا تفعيل العمل العربي‮ المشترك وتعزيز التضامن بين البلدان العربية داعيا الى ضرورة توحيد المواقف والرؤى بخصوص مجمل القضايا العربية وفي‮ مقدمتها القضية الفلسطينية‮. أما ممثل حركة حماس فقد أثنى على موقف الجزائر في‮ دعمها المتواصل واللامشروط للقضية الفلسطينية،‮ مؤكدا أن الشعب الفلسطيني‮ الذي‮ يعيش حصارا مستمرا في‮ غزة قد أدرك أنه لا حل لقضيته إلا بالمقاومة‮.
وأكد أن هذا الحصار لن‮ ينال من إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني‮ في‮ مواصلة صموده أمام العدو الصهيوني‮ وأنه سيواصل مقاومته الى‮ غاية إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف‮. من جانب آخر نوه ممثل الحزب الشيوعي‮ الكوبي‮ بنوعية العلاقات التي‮ تربط الشعبين الجزائري‮ والكوبي‮ معتبرا أن‮ ''‬سنوات الكفاح التي‮ أمضيناها في‮ محاربة الاستعمار وانتزاع استقلالنا هي‮ القاسم المشترك بيننا‮''.
سميرة بجاوي
تنظيم محكم وإجراءات أمنية صارمة‮
عرف المؤتمر التاسع للأفلان في‮ يومه الأول تنظيما محكما،‮ وتسييرا جيدا للإمكانات المادية واللوجستية الضخمة،‮ التي‮ رصدت لهذا الحدث،‮ كل هذا وسط إجراءات أمنية صارمة،‮ حيث كان‮ يتم التحقق من حمل المندوبين لشارة المؤتمر،‮ وإخضاعهم لتفتيش دقيق بمدخل القاعة البيضوية،‮ كما انتشرت قوات الأمن في‮ محيط القاعة،‮ ورابطت أعداد كبيرة من رجال الشرطة بالمركب الأولمبي‮ محمد بوضياف،‮ تحسبا لأي‮ طارئ‮ . وعرف الافتتاح حضور عدد كبير من الضيوف،‮ من شخصيات وطنية وأجنبية‮. وكان لافتا حضور الرئيس الأسبق الشاذلي‮ بن جديد،‮ الذي‮ عومل باحترام كبير‮. حيث استقبله بلخادم بمدخل القاعة البيضوية،‮ ورافقه إلى القاعة المخصصة لكبار الضيوف‮. نفس التشريفات خص بها أحمد أويحيى أمين عام الأرندي‮ والوزير الأول،‮ ويشار هنا إلى أن بلخادم‮ غاب عن مؤتمر الأرندي‮ في‮ العام‮ ,‬2008‮ لتواجده‮ يومها بالبقاع المقدسة‮ . ومن الأمناء العامين السابقين للحزب حضر بوعلام بن حمودة،‮ فيما سُجّل‮ غياب عبد الحميد مهري،‮ الذي‮ يعرف عنه عدم رضاه عن النهج الحالي‮ للحزب‮. رغم تلقيه دعوة للحضور،‮ شأنه في‮ هذا شأنه علي‮ بن فليس،‮ الذي‮ انسحب من ساحة الأداء العام عقب رئاسيات‮ .‬2004‮ كما‮ غابت‮ الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون،‮ مما كرّس الانطباع بأنها ماضية في‮ خصومتها السياسية مع الأفلان‮. ومن الشخصيات التي‮ حضرت كذلك،‮ الجنرال المتقاعد عطايلية،‮ والطاهر زبيري‮. كما حضرت شخصيات أجنبية وقياديو أحزاب من دول عربية وأجنبية،‮ من بينها الرئيس الصحراوي‮ وأمين عام جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز،‮ الذي‮ ألقى كلمة بالمناسبة‮ . إلى جانب ويني‮ مانديلا،‮ طليقة الزعيم الجنوب الإفريقي‮ نلسون مانديلا التي‮ كانت مرفوقة بممثلين عن حزب المؤتمر الوطني‮ الإفريقي‮. ونجح الأفلان في‮ جمع الفرقاء الفلسطينيين تحت سقف القاعة البيضوية،‮ حيث حضر قيادي‮ حماس أسامة حمدان،‮ وممثلون عن فتح‮. كما استضيف ممثلون عن الجناح السوري‮ لحزب البعث العربي‮ الاشتراكي،‮ والتجمع الدستوري‮ التونسي،‮ وحزب العدالة والتنمية التركي‮. إلى جانب قياديين من الحزب الحاكم في‮ موريتانيا،‮ وحزب المعارضة الرئيس الذي‮ يتزعمه ولد دادّه‮. ومن القارة الآسيوية حضر ممثلون عن الأحزاب الشيوعية الحاكمة بالصين الشعبية،‮ وجمهورية فيتنام‮.‬
فؤاد.ع
بلخادم‮ : صححنا أخطاءنا دون عقدة
طالب أمس عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني‮ فرنسا بالاعتذار الرسمي‮ عن جرائمها في‮ الجزائر وبالتعويض‮ ''‬عن كل أذى أصاب الإنسان والأرض والحيوان إبان حقبتهم الوحشية وإن صارت خبرا بعد عين وما ضاع حق وراءه مطالب‮''.‬
‮ ووجه بلخادم في‮ كلمته الافتتاحية للمؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني‮ الذي‮ عقد بالقاعة البيضاوية بالمركب الرياضي‮ محمد بوضياف بالجزائر العاصمة كلاما شديد اللهجة للمسؤولين الفرنسيين حيث قال‮ ''‬نندد بالذين‮ يتظاهرون عليهم‮ (‬على المجاهدين‮) وعلى الوطن بالإثم والعدوان،‮ فنكيل لغلاة الاستعمار الصاع صاعين،‮ بالتعامل معهم بالمثل‮''‬،‮ في‮ إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي‮ حول صعوبة تحسين العلاقات الجزائرية الفرنسية في‮ ظل وجود جيل الثورة في‮ الحكم،‮ بالإضافة إلى الإجراءات التمييزية التي‮ فرضتها فرنسا وأمريكا في‮ مطاراتها على المسافرين الجزائريين وعلى عدد من الدول الإسلامية الأخرى مما أثار إستغراب الجزائر‮.‬
وعلى الصعيد التنظيمي‮ أشار بلخادم المرشح لخلافة نفسه على رأس الأمانة العامة للحزب إلى نجاح رهانه من أجل توحيد صفوف الحزب دون إقصاء أو تهميش خلال المؤتمر الثامن الجامع بعد الأزمة التي‮ عصفت بالأفلان وشقت صفوفه إلى شقين خلال رئاسيات‮ 2004‮ وقال في‮ هذا الصدد‮ ''‬صححنا أخطاءنا دون عقدة وفسحنا المجال واسعا لفضاء الممارسة الديمقراطية في‮ غير تعصب ولا رفض ولا مواجهة ولا إقصاء ولا تهميش‮''‬،‮ وأضاف‮ ''‬لم‮ يكن من السهل أبدا ترسيخ عامل الوحدة بين الجميع ولكنه ترسخ‮... وعلمنا أن مسوغات الخلاف كانت واهية ولا مبرر لها‮''.
‮ وانتقد بلخادم‮ ''‬الإفراط في‮ الطموح من البعض للوصول إلى مواقع ما مما أجج أحقادا وأماط اللثام عن عصبيات وشكل زمرا وأدى إلى صرف أموال سحت‮.. كانت عوامل عرقلة في‮ الاستحقاقات الانتخابية المحلية منها والبرلمانية‮''‬،‮ معترفا بوجود ذمم بيعت في‮ المرحلة الماضية معتبرا أن هؤلاء المنتخبين الذين اشتريت ذمتهم‮ ''‬لا عهد أبقوا ولا للأمانة أدوا ولا للوديعة صانوا فخسروا الدنيا والآخرة‮''‬،‮ مؤكدا على عزم الأفلان محاربة شراء الذمم بلا هوادة‮.‬
وجدد الأمين العام للحزب المنقضية عهدته التأكيد على نهج المصالحة الذي‮ يبناه الأفلان،‮ حيث برز ذلك من خلال دعمه لميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي‮ بادر إليه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،‮ معرجا من جهة أخرى على النجاحات التي‮ حققتها الحكومة التي‮ يعد الأفلان شريكا أساسيا فيها خاصة في‮ الميادين الاجتماعية والاقتصادية من خلال رفع الأجور ومواصلة دعم أسعار السلع ذات الاستهلاك الواسع‮.‬
‮ وعلى الصعيد الدولي‮ شدد بلخادم على أهمية بناء المغرب العربي‮ الكبير كخيار استراتيجي‮ شريطة اعتراف المغرب بحق الشعب الصحراوي‮ في‮ تقرير مصيره،‮ كما جدد دعمه لكفاح الشعب الفلسطيني‮ ضد الاحتلال ومساعيه لتهويد القدس،‮ داعيا كلا من حركة التحرير الفلسطينية وحماس اللتين كانتا حاضرتين بوفدين في‮ مؤتمر الأفلان إلى تجاوز الانشقاق،‮ كما دعا إلى تضافر جهود العراقيين لإجلاء القوات الأجنبية من بلادهم،‮ كما لم‮ ينس الحديث عن الاحتلال الأجنبي‮ لأفغانستان والتدخلات الأجنبية في‮ باكستان والسودان‮.‬
وشهد مؤتمر الأفلان حضورا قويا لممثلي‮ عدة أحزاب عربية وأخرى شيوعية من الصين وكوريا الشمالية وكوبا‮.‬
مصطفى. د‮
بوتفليقة‮ : الأفلان مطالب بالتفتح على الشباب والمرأة
دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الشرفي‮ لجبهة التحرير الوطني‮ مندوبي‮ الحزب في‮ المؤتمر التاسع إلى التفتح على الأجيال الصاعدة والعمل على ترقية المرأة وتمكينها من التدرج في‮ المواقع العليا وبث روح التسامح بين الجميع،‮ ونشر القيم الأصيلة للحزب‮. وفي‮ كلمته التي‮ قرأها أمس نيابة عنه حبة العقبي‮ المستشار برئاسة الجمهورية أمام‮ المندوبين والمشاركين في‮ المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني‮ بالقاعة البيضاوية بمركب محمد بوضياف الرياضي،‮ أكد بوتفليقة على أن حزب جبهة التحرير الوطني‮ هو نفسه الذي‮ تحمل بالأمس مسؤولية كبيرة في‮ الكفاح من أجل الاستقلال والتحرر وهو اليوم‮ يعمل‮ يدا بيد مع أحزاب أخرى لبناء البلاد والتنافس الشريف معها في‮ المواعيد الانتخابية المقبلة‮.‬
وذكر الرئيس الشرفي‮ لجبهة التحرير الوطني‮ مندوبي‮ المؤتمر بمبادئ ثورة التحرير الوطني‮ التي‮ تأسس عليها الأفلان،‮ خاصة تلك النابعة من ديننا الإسلامي‮ الحنيف،‮ داعيا إياهم إلى الوفاء بالعهد،‮ وتمنى في‮ ختام كلمته النجاح للمؤتمر‮.‬