لفت انتباه الجمهور الجزائري الذي حضر، أول أمس، في المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي الولع والاهتمام الكبير الذي أصبح يوليه الشباب الجزائري من الجنسين لمختلف أنواع الرقص العصري، فرغم المستوى البسيط الذي ظهرت به العروض الراقصة المبرمجة إلا أن مستوى الشباب كان رائعا خاصة وأن معظمهم من المراهقين والشباب· بدا ذلك في الحفل الافتتاحي للطبعة الثانية للمهرجان الدولي للرقص العصري والمعاصر الذي أشرف عليه ممثل وزيرة الثقافة نور الدين لرجان بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، والذي كرم كل فلسطين والصحراء الغربية اللتان كانت ضيفتا شرف المهرجان، بالإضافة إلى كل من الرئيسين الشرفيين للمهرجان المتمثلان في كل من السيدة زهية نموسة، والسيد امحمد بن قطاف، أما عن البرنامج الفني لحفل الافتتاح فقد بدأ بفرقة سعيدة للرقص العصري الذي فاجأ الجمهور بوجود فتاتين ضمن الفرقة، وهو غير مألوف في المجتمعات المحافظة في الولايات الداخلية من الوطن، ولكن رغم المستوى الجيد والقدرات الجسدية للراقصين في نوع البريك دانس والهيب هوب، إلا أن غياب كوريغرافيا خاصة بالعرض أنقصت كثيرا من قيمة العرض المقدم، فرقة باربارا ألتيسيمو المعروفة كثيرا في أوروبا قدمت عرضا راقصا بأتم معني الكلمة، حيث مزجت بين الرقص، التعبيرات الجسدية والغناء، في حين ظهر احتراف فرقة البالي الوطني الجزائري سواء من خلال رقصة الجاز المقدمة والتي جسدت مشاهدا من الثورة التحريرية، تخللها عمل سينوغرافي حمل صورا لرموز ثورة التحرير الوطني، بخلفية لشريط صامت مصور عرض مشاهد حقيقية ووقائع الكفاح الجزائري وموسيقة رائعة للبرناوي ''من أجلك عشنا يا وطني''· للتذكير، سيتواصل المهرجان بالمسرح الوطني إلى غاية يوم 23 من الشهر الحالي بمشاركة 13 دولة من مختلف القارات الخمسة، بعروض فنية في مختلف أنواع الرقص العصري والمعاصر، كما أنه من المنتظر أن يعرف المهرجان العديد من الورشات التطبيقية يشارك فيها العديد من المهتمين في قرية الفنانين بزرالدة التي تحولت أول أمس إلى ورشة مفتوحة لمختلف أواع الرقص والموسيقى العصرية، والعديد من المحاضرات والندوات بقصر الثقافة مفدي زكريا·