صعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من حملته الرامية لكسب الرأي العام بشأن خطته لإصلاح نظام الرعاية الصحية، والتي تجد انتقادات متزايدة بين الجمهوريين وبعض الديمقراطيين أنفسهم، معبرا عن ثقته بأن إصلاحاته ستحظى أخيرا بتوافق وطني· ففي مقالة له، أمس، نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، قال أوباما: ''كلي ثقة أنه عندما يتم قول وفعل كل شيء فإنه يمكننا التوصل إلى توافق الآراء التي نحتاجها لتحقيق هذا الهدف''، مضيفا: ''إننا أقرب من أي وقت مضى لإصلاح نظام التأمين الصحي''· وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن نقابة الممرضين الأمريكيين والجمعية الطبية الأمريكية هما مع الإصلاحات المقترحة، وأنه كان هناك اتفاق واسع النطاق في مجلس الشيوخ حول 80% مما هو ضروري للقيام به· كما ألمح إلى أن إدارته اتفقت مع عدد من شركات الأدوية لإنتاج مزيد من العقاقير بأسعار متاحة للمسنين· ويعتبر إصلاح نظام الرعاية الصحية بالولايات المتحدة أكبر أولوية داخلية لأوباما، كما يمكن القول إنها أكبر التحديات السياسية له كرئيس، ويعود ذلك في جزء كبير نتيجة للعدد الهائل من مختلف أصحاب المصلحة المعنيين· وهدف خطة أوباما هو شمول التأمين الصحي لكل فرد بالولايات المتحدة ذات أغلى نظام صحي في العالم، والتي يقدر عدد غير المشمولين فيها بالتأمين الصحي بنحو 48 مليون فرد· وتتضمن خطة الرعاية الصحية خيار التأمين الحكومي الذي انتقده الجمهوريون بشدة· كما يأمل الرئيس الأمريكي في خفض نفقات الرعاية الصحية المبالغ بها والتي من المتوقع أن تلتهم -إن لم تتم السيطرة عليها- خمس الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بحلول عام .2013 وعبّر الجمهوريون وبعض الديمقراطيين عن مخاوف متزايدة من تكلفة إصلاح نظام الرعاية الصحية والتي تقدر بنحو تريليون دولار· ويقول أوباما إنه لن يزيد من الضرائب على الأمريكيين الذين يتقاضون 250 ألف دولار سنوياً أو أقل لتغطية تكاليف الإصلاح· وفي مقاله المذكور، قال أوباما ''إذا استمر الوضع الراهن فإننا سنستمر برؤية 1400 أمريكي يوميا يفقدون تأمينهم الصحي''، مضيفا أن ''الأقساط ستواصل ارتفاعها، وعجزنا سيواصل نموه، وشركات التأمين ستواصل الربح من خلال تمييزها ضد المرضى''·