يؤكد المختص في البرامج البيداغوجية الدكتور بن يوسف في حديثه ل ''الجزائر نيوز'' أن تحديد الدروس المعنية بامتحانات شهادة البكالوريا يتنافى مع القاعدة البيداغوجية والعلمية نظرا للإنعكاسات السلبية التي تنجر عن ذلك، وأن الحصول على شهادة بكالوريا دون الإلمام بالبرنامج بصفة كاملة لا ترقى أن تصنف في سلم الشهادات يطالب كل سنة دراسية تلاميذ السنة الثالثة ثانوي المترشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا بتحديد عتبة الدروس المعنية بالامتحانات عن طريق اعتماد الإضراب عن الدراسة وسيلة ضغط لتحقيق مطلبهم على غرار ما سجل مع بداية الفصل الثاني بولاية قسنطينة، ما تعليقكم على ذلك؟ في البداية أريد التوضيح أن كل الأمور المتعلقة بالبرامج التربوية مدروسة ومحددة مسبقة، وفي كل الأبجديات العلمية والبيداغوجية، فإن التلميذ مطالب بالإلمام بالمقرر الدراسي المحدد من قبل السلطة الوصية ممثلة في وزارة التربية الوطنية، ومن ناحية بيداغوجية تحديد الدروس يتنافى تماما مع منهجية التدريس ويلجأ التلاميذ إلى المطالبة بذلك بسبب الضغوط التي يتعرضون لها المتعلقة بالشق الاجتماعي للتلاميذ الذين يسعون في هذه المرحلة إلى استعمال كل الوسائل المتاحة من أجل ضمان حصولهم على شهادة البكالوريا، وهذا ما يدفعهم إلى استنفاذ كل الطرق من أجل تحقيق الغاية المنشودة هل تعتقدون بأن الدافع وراء مطالبة هؤلاء بتحديد عتبة الدروس راجع إلى كثافة البرنامج الدراسي المقرر لهذه السنة؟ البرامج الدراسية ليست مكثفة وإنما مدروسة بطريقة جيدة ومحكمة، ولا يعد ذريعة للجوء إلى تحديد الدروس المقررة في الامتحانات، وإنما التلاميذ هم الذين يتوهمون بأن تحديد الدروس حق من حقوقهم من أجل تخفيف الضغط عليهم في هذه المرحلة، لكن لابد من التأكيد أن القائمين على إعداد البرامج الدراسية على دراية تامة بالحجم الساعي لكل مادة تدرس، وكذلك الحجم الساعي المخصص لفترة الإجابة على السؤال المطروح في الامتحانات الرسمية مدروس بطريقة علمية. وإضرابات تلاميذ الثانويات التي تتكرر كل سنة دراسية ناتجة عن وجود تصورات ذهنية لدى هذه الفئة ناتجة عن الاعتقاد السائد بأن الدروس كثيرة جدا، وبالتالي فإن صعوبة استيعاب مجمل هذه الدروس هي تحد يفرض نفسة على الطالب، لكن كل هذا يتناسب مع تصوراتهم لأن السنة تتضمن 365 يوم وعدد الساعات المخصصة للدراسة محدد، هذا ما يعني أن الوقت الممنوح للتلاميذ كاف للتحضير الجيد لهذه الامتحانات. باعتباركم مختص في البرامج البيداغوجية، ما هي انعكاسات لجوء وزارة التربية الوطنية إلى تحديد عتبة الدروس؟ الطالب الذي يتحصل على شهادة البكالوريا وهو ملم بنصف أو ربع البرنامج الدراسي يعني أن الشهادة التي تحصل عليها غير صالحة، ولا ترقى لتحظى بدرجة علمية في سلم الشهادات، وتتجلى الانعكاسات السلبية لهذا الوضع عند التحاق الطالب بالجامعة أين يجد صعوبات لأن تكوينه لا يسمح له بالتأقلم في هذه المرحلة. وقصد توضيح هذه الفكرة أكثر، أريد أن أقدم مثالا على ذلك هنا، إذا لم يدرس التلميذ درس الوراثة بعد عملية تسقيف الدروس، فإنه عندما يلتحق بالجامعة في التخصصات التي تركز على هذا الموضوع، يواجه العديد من الصعوبات التي ينجر عنها تدني المستوى التعليمي. وبناء على ذلك، فإن القضية ترتبط بتوعية وتوجيه هؤلاء التلاميذ من أجل الحصول على بكالوريا كاملة مئة بالمئة، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق الإلمام بكل الدروس المقررة في البرنامج الدراسي.