ثلاثة تفسيرات لا رابع لها للاحتجاجات التي اندلعت في الشارع الجزائري: الأول أن الاحتجاجات فجرتها فعلا الزيادات في الأسعار، وهو ما يعني أن المواطن الذي مرت عليه عدة زيادات، خلال السنة الماضية، ولم ينتفض في أوجها في رمضان الماضي، وصل إلى حدود صبره ولم يعد قادرا على تحمل أكثر· التفسير الثاني، أن هناك يدا حركت الشارع كي ينتفض ويعيث فيها فسادا، وهو تفسير يعني فيما يعني أن الشارع الجزائري له قابلية كبيرة لأن تحركه الأيادي الخفية، وأنه يشبه برميل البارود الذي يقتضي الحذر كل الحذر من أجل ألا تقترب منه شرارة الكهرباء ولا عود الكبريت ولا سيجارة ولا رنة الهاتف المحمول· التفسير الثالث، أن الاحتجاجات اندلعت لأن شبابا طائشا بين 16 و18 سنة، دون أي مبرر، نظم نفسه في عصابات بين ليلة وضحاها، وخرج إلى الشارع معلنا الحرب على كل شيء وأي شيء· وهو تفسير يعني أن الشارع الجزائر خارج عن الناس وعن المجتمع والدولة ولا أحد يؤطر نوبات جنون استيقظت فيه· لا أدري أي التفاسير الثلاثة أصح، أم كلها صحيحة· لكن الأكيد أن كل تفسير يقول إن الشارع الجزائري في الضوء الأحمر قبل الانفجار·