شهد الفصل الثاني من السنة الدراسية الحالية 2010 - 2011 سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات قام بها التلاميذ المقبلون على امتحان شهادة البكالوريا، في عدة ولايات عبر الوطن، ولم تشفع الإجراءات التي قامت بها الوزارة والمتعلقة بتحديد عتبة الدروس التي يمتحن فيها التلاميذ في إخماد غضب التلاميذ وتراجعهم عن فكرة الاحتجاجات. ------------------------------------------------------------------------ مديرية التربية تؤكد على تدخل أيادٍ خارجية في الأمر /تلاميذ البكالوريا بالجزائر شرق في احتجاج لتحديد عتبة الدروس تواصل، أمس، إضراب تلاميذ الأقسام النهائية، حيث أقدم العشرات منهم، شرق العاصمة، على الخروج من الأقسام والاتجاه في مسيرة إلى مديرية التربية شرق، طالبوا من خلالها تخفيف البرنامج الدراسي وتعديل الحجم الساعي، مع تحديد العتبة قبل التاريخ المعلن عنه من قبل وزارة التربية الوطنية، في الوقت الذي أكد فيه رشيد بولقرون مدير التربية للجزائر شرق، أن الأمر برمته محاولة خارجية لضرب استقرار القطاع. مسيرة التلاميذ التي انطلقت من عدة ثانويات بمقاطعة الجزائر شرق، كثانوية وريدة مداد بالحراش ومتقنة الرغاية... إلى مقر مديرية التربية لذات المقاطعة، كانت للتعبير عن رفضهم العودة إلى مقاعد الدراسة، قبل أن يتم استقبالهم من طرف الأمين العام بالمديرية، والتحدث مع ممثلي التلاميذ عن مطالبهم المتمثلة في تخفيض البرنامج، وتحديد عتبة الدروس قبل الموعد الذي حددته الوصاية ب 12 ماي المقبل، وقد عبّر التلاميذ عن إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات إلى غاية تحقيق هذا المطلب. من جهته، أكد مدير التربية لمقاطعة ''الجزائر شرق'' رشيد بولقرون في تصريح ل ''الجزائر نيوز''، أن أغلبية التلاميذ الذين قاطعوا الدراسة، من التلاميذ ضعاف المستوى، مشيرا إلى أن التلاميذ النجباء لم ينساقوا وراء حملات التشويش والفوضى التي قام بها زملاءهم، كما أوضح المتحدث أنه عند التحدث مع بعض التلاميذ، تأكد أنهم لا يريدون الدراسة والتعب، وإنما همّهم الوحيد المزيد من التنازلات، قائلا: ''إحدى التلميذات أكدت أنه لو لم يدرسوا ويتم إنجاحهم في البكالوريا دون عناء لكان أحسن''، وفي هذا الإطار أكد بولقرون أن وزارة التربية الوطنية من غير الممكن أن تتنازل أكثر، لأن تقديم تسهيلات أكثر للتلاميذ يعتبر ضربا لمصداقية البكالوريا المصادق عليها من طرف منظمة اليونسكو. من جانب آخر، اتهم مدير التربية أطراف خفية رفض التصريح عنها بتحريض التلاميذ على الاحتجاج والإضراب، منذ بداية الفصل الثاني، وذلك لفائدة مصالحهم الشخصية، حيث أكد المتحدث نفسه قائلا: ''في حديثنا مع التلاميذ، لم يطرحوا مشكل كثافة البرنامج، أو تحديد عتبة الدروس بالشكل الذي كانوا يتكلمون عنه، بل تحدثوا عن قضايا لا يمكن أن تعنيهم، مثل غلاء المعيشة والحريات في الجزائر...''، مضيفا ''كلام التلاميذ لم يكن بريئا، وتعبيرا عن آرائهم، بل يوحي بأن هناك أطرافا تعمل على تحريضهم''. وعن الإجراءات التي اتخذتها الوصاية من أجل وقف غضب التلاميذ، كشف بولقرون أن إدارة المؤسسات التربوية التي عرفت إضراب التلاميذ عملت على إحصاء التلاميذ الذين شاركوا في الاحتجاجات وتم استدعاء أوليائهم، الذين لم يكونوا على علم بما قام به أبنائهم، مضيفا أنه سيتم إرسال إشعار أول لولي التلميذ الذي يشارك في الإضراب ورفض العودة للدراسة في ظرف 48 ساعة، ثم يتم إرسال إشعار ثاني بعد مرور 48 ساعة، وإشعار ثالث أخير بعد 48 ساعة أخرى، بعدها يتم القيام بإجراءات الفصل النهائي للتلميذ من المؤسسة التربوية، وهذا من أجل الحد من هذه الاضطرابات التي تعكر صفو السنة الدراسية.