توقف، صباح أمس، العشرات من التلاميذ في الأقسام النهائية بالعاصمة عن الدراسة معلنين عن دخولهم في إضراب، حيث تجمعوا أمام الثانويات رافضين الدخول إلى الأقسام، احتجاجا على كثافة البرنامج الدراسي وضخامته، ومطالبين بتحديد الدروس التي يمتحنون فيها في البكالوريا، هذا الاحتجاج ربطه أولياء التلاميذ بمحاولة بعض الأطراف زعزعة وضرب استقرار الموسم الدراسي خدمة لمصالحهم، بينما اعتبرته نقابات التربية محاولة من التلاميذ للظفر بالمزيد من التسهيلات، داعية الوزارة إلى عدم تقديم المزيد من التنازلات فيما يخص البكالوريا حتى لا تفقد مصداقيتها الدولية· رفض العديد من التلاميذ في كل من ثانويات علي بومنجل بالعناصر وريدة مداد بالحراش ومتقنة الرغاية، وثانوية بوعلام دكار بقاريدي 2 وثانوية السعيد حمدين الدراسة، ودخلوا في إضراب مطالبين بتحديد الدروس احتجاجا على ما وصفوه بالبرنامج الدراسي الكثيف والضخم، الذي حال دون استيعابهم له أمام إسراع الأساتذة في مباشرة الدروس دون أن يتمكنوا من فهمها، حيث أوضحت إحدى الطالبات من ثانوية وريدة مداد بالحراش أن التوقف عن الدراسة لا يزال مستمرا حتى يتكفل القائمون على قطاع التربية بانشغالاتهم ومطالبهم المتمثلة في تخفيف البرنامج الدراسي، مهددين بتنظيم مسيرة احتجاجية باتجاه مديرية التربية ''الجزائر - شرق''. وأوضح التلاميذ المعنيون بهذه المشكلة أنهم سيتمسكون بمطالبهم وسيواصلون التوقف عن الدراسة والإضراب، مع البقاء داخل أقسامهم حتى يحل المشكل، هذا الأمر اعتبره رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' محاولة لضرب استقرار القطاع من خلال استغلال أطراف معينة بالقطاع للتلاميذ خدمة لمصالحهم الشخصية، خاصة وأن الوزير بن بوزيد قد أعلن الأسبوع الماضي أن عتبة الدروس ستحدد في شهر ماي المقبل، مشيرا إلى أن إضراب التلاميذ هو رد فعل سلبي من طرف أشخاص من موظفي قطاع التربية وحرضوا التلاميذ لخلق التشويش، ودفعهم إلى الدروس الخصوصية وتوفير الراحة لهم، ودعا خالد الوزارة إلى إيفاد لجنة تحقيق لتقصي الحقائق وكشف الأطراف التي تحاول زج التلاميذ في مثل هذه المتاهات ومعاقبتها، مضيفا أن الوقت الراهن غير مناسب للاحتجاج، هذا علاوة على كون أن الفصل الأول مر دون أية إضرابات، وهو ما يجعل من مطلب تخفيف البرامج لكثافتها غير مبرر بتاتا، وهو نفس الأمر الذي جعل نقابات التربية تعتبر هذه الحركة الاحتجاجية، التي تحولت إلى توقف عن الدراسة والإضراب، غير عادية لأن البرنامج الدراسي لكل طلبة ثانويات الأقسام النهائية واحد على المستوى الوطني، والوتيرة التي يدرس بها كل التلاميذ واحدة، فلماذا يتحجج طلبة الثانويات المذكورة تحت ذريعة كثافة البرنامج الدراسي وضخامته، مؤكدة أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة من طرف التلاميذ للظفر بالمزيد من الإجراءات التسهيلية لضمان الحصول على البكالوريا، ودعت الوزارة إلى عدم تقديم المزيد من التنازلات فيما يخص البكالوريا حتى لا تفقد هذه الشهادة مصداقيتها العالمية، مؤكدة على ضرورة اعتماد الوزارة الوصية على استراتيجية طويلة المدى فيما يخص امتحان البكالوريا، مضيفة أن التلاميذ في الوقت الراهن ليسوا بحاجة إلى تخفيف البرامج وإنما إلى تأطير نفسي يزيل المخاوف من اجتياز البكالوريا·