قال حماري وهو يتنحنح، اليوم سيستعرض ''الدا سعدي'' عضلاته السياسية.. قلت له ضاحكا.. إنه من الشجاعة أن تجعل من نفسك أضحوكة.. نهق حماري محتجا على كلامي وقال.. أواه يا صديقي أنا لا أوافقك الرأي لماذا تستهزئ به بهذه الطريقة؟ قلت.. لأنه يعرف تماما أن التظاهر ممنوع والتجمع والتجمهر أيضا ورغم ذلك يريد تحقيق اللاشيء.. قال.. ربما سيتبعه الغاشي ويقوم باستعراض سياسي تاريخي.. قهقهت عاليا وقلت.. إنه يدهن من قارورة فارغة يا حماري وهو يعرف أنه لا يملك حتى ''زوج قطوطة'' ورغم ذلك يكابر.. كل الشعب مهموم وكل الشعب غاضب وكل الشعب مخنوق ولكن ليس ''الدا سعدي'' هو الحل.. هذا الرجل لم يقدر على كمشة في حزبه.. كيف يستطيع أن يحل مشاكل بلد؟ قال.. لست أقول إنه البديل ولكن ماذا تقول لو نشارك معه في المسيرة؟ قلت مستهزئا.. شارك وحدك.. أنا لست مستغنيا عن روحي ولا أراه الشخص المناسب ليمثلني.. أفضّل شباب باب الوادي عليه.. ثم صحت فيه.. ما بك أيها الحمار أدخلتنا في نقاش عقيم.. تتكلم عن رجل دائما ينام ساعة الرحيل.. أين كان من قبل؟ أين كان حزبه؟ يا سيدي حتى في ''دواره'' الناس لم تعد تثق في كلامه.. قال حماري.. يستطيع الإنسان أن يكبر بالقدر الذي تسمح به آفاقه.. قلت له.. إذن تعترف أنه محدود مثله مثل كل من ''يشطح'' و''ينطح'' في الساحة السياسية.. قال وهو يطأطئ رأسه الغليظ.. نعم معك الحق العنصر الأساسي للنجاح هو أن تعرف ما تريده ونحن وهم وكلنا جميعا يبدو أننا ضيعنا معايير الحياة وكلنا لا يعرف ما نريد.. قلت.. ''سكتنا'' ودعنا من ''داداك سعدي'' لأنه يطلعلي السكر..