أقر زعيم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، بفشل المسيرة غير المرخص لها، التي دعا إلى تنظيمها يوم أمس انطلاقا من ساحة أول ماي إلى مقر المجلس الشعبي الوطني بنهج زيغوت يوسف وسط العاصمة. وقال سعدي في ندوة صحفية نشطها أمس، بمقر المكتب الولائي للعاصمة، إن حزبه لم يستطع الخروج من المقر نتيجة التعزيزات الأمنية المنتشرة حول المقر الواقع بشارع ديدوش مراد وسط العاصمة. وقدر سعدي أن 6 آلاف شرطي قد تم نشرهم لإحباط المسيرة غير المرخصة بها، وبرر سبب فشله في لفت انتباه المواطنين إلى دعوته بالقول ''نحن لا نملك أجنحة حتى نستطيع الخروج من الطوق الأمني المضروب علينا''. وتحاشى سعدي تقديم رقم عن عدد المشاركين في ''مسيرتة الفاشلة'' التي لم يحضرها سوى نوابه في البرلمان والعشرات من أنصاره الذين اصطفوا أمام المدخل وعلى شرفات المقر الذي يحوي ثلاثة طوابق في حين كان بعضهم يحمل صلبانا في خرجة غريبة لم يهضمها من شاهد الحادثة، كما لوحظ أن عدد الفضوليين الذين أرادوا استطلاع ما يجري فاق عددهم بكثير مناضلي الأرسيدي، وأمام هذه الحالة لم يجد عدد من قياديي الحزب سوى الاستنجاد عبر مكبرات الصوت بالقول ''يا العاصميين اخرجوا من دياركم، يا أولياء خلوا أولادكم يخرجوا''. وسأل سعدي عن السبب في دعوته للمسيرة تلك، في ظل الأجواء المضطربة التي تعيشها الجزائر في الفترة الأخيرة، فرد قائلا ''تردي الأوضاع في الجزائر هو الدافع للمسيرة وخاصة انتشار ظاهرة الانتحار حرقا في وسط الشباب''. وذكر سعدي في حديثه المقتضب للصحافة، أن المسيرة التي دعا إليها حزبه جاءت لتطالب السلطات بتحقيق الحريات الفردية والجماعية ورفع حالة الطوارئ، وكذا إطلاق سراح الموقوفين في أعمال الشغب الأخيرة. وجدد سعدي التأكيد، على خروجه في مسيرة التاسع فيفري المقبلة، وذكر أنه في اتصالات مع أحزاب سياسية وشخصيات وطنية، من بينها رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور، وقال إنه كلمه هاتفيا أثناء محاولة الخروج في المسيرة. وقبل ذلك، خطب سعدي من على شرفة مقر المكتب الولائي، في الحضور الذين كان أغلبهم من الفضوليين قائلا ''مع أن المسيرة رمزية فإنها كسرت النظام وما هي إلا البداية فقط''، فيما دعا الوجه المعروف داخل الأرسيدي نور الدين أيت حمدوة إلى ما وصفه بكسر حاجز الخوف ومواصلة النضال.