أظهرت تصريحات معظم الأحزاب السياسية التي تتبنى خطاب المعارضة، أن الحديث عن التغيير في الجزائر لا يمكن أن يكون من دون حسابات أو حذر أو ترقب، وهو ما يجعل الآملين في التغيير مضطرين إلى انتظاره من النظام نفسه أو أي طرف آخر خارج الأحزاب· الأفافاس: ما حدث شبيه بالسينما وصف قيادي من جبهة القوى الإشتراكية ما قام به، أول أمس، التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالحدث السينمائي بمعناه السلبي، وهو ما يجعل جبهة القوى الاشتراكية بصفتها عميد الأحزاب المعارضة في البلاد من أول ''اللاعنين'' للطرح الذي يراه الأرسيدي للتغيير، وهو ما يعني أيضا أن حزب الدا حسين غير مستعد لأن ينخرط في جبهة وطنية للمعارضة إلى جانب ''تجمع'' سعدي بهذه الذهنية السياسية· الإصلاح: لا نمشي مع مبادرة لا نملك عنها معطيات وترى حركة الإصلاح الوطني أن الساحة السياسية في حاجة إلى مبادرات جادة، فردية بقيادة شخصيات وطنية وجماعية بقيادة أحزاب سياسية، ويقول أمينها العام في تصريح ل ''الجزائر نيوز'' إن حركته لا تعارض مبادرة تجمع أطيافها بين قواسم ومبادئ مشتركة، موضحا أن الدعوة إلى تأسيس جبهة وطنية للمعارضة ''فاقد للمعطيات''، مذكرا أن مبادرة حركة الإصلاح الوطني بإطلاقها ميثاق الحريات يمكن أن تكون نموذجا بديلا، ''فهي موجودة بين يدي 300 فاعل في الساحة الوطنية بين أحزاب وشخصيات وطنية وبدأت تعطي صدى إيجابيا''· كما أوضح جمال بن عبد السلام ''أن حركته على استعداد للانفتاح على جميع القوى، شرط أن تكون بيننا أرضية اتفاق حول مبادئ أساسية''، وهو ما ينطبق تماما مع نظرة حزب الحرية والعدالة غير المعتمد· النهضة: يستحيل تغيير النظام بل ما أمكن منه وإذا كانت الإصلاح لا تعارض، فإن حركة النهضة تقول على لسان النائب محمد حديبي، إنه يستحيل تغيير النظام بشكل جذري في الجزائر، ''وإنه واهم من يعتقد أن ما انطبق على تونس ينطبق على الجزائر''· ويطرح بديلا في قوله ''الأجدى أن يكون هناك تغييرا لما أمكن تغييره، مساندا حراكا سياسيا قويا يدفع إلى التغيير، ''شريطة ألا يخدم أجندة خارجية بل طرحا وطنيا يدفع إلى الإصلاح''· أبعد من ذلك، يقول حديبي إن أية محاولة لتغيير النظام على الطريقة التونسية'' ستجعل الجزائر منفتحة على مستقبل مجهول، فالناس في الجزائر لا يزالون مسلحين في الشمال كما الصحراء، وهناك قوى خارجية تتربص بالجزائر، ممكن أن تقفز على الفرصة، وهذا الوضع يجعل السلطة ملزمة بفتح باب الحوار والحريات أمام الأحزاب الموجودة في الساحة، واعتماد أخرى في إطار الحفاظ على الثوابت واسترجاع قيمة المواطنة من خلال برلمان ذي مصداقية، بعيدا عن تحريك أدوات العقاب الرسمية بسبب المواقف المعاكسة للنظام ''كتسليط الضرائب على حرية التعبير''· الأفانا: نحن معارضة الشعب وليس معارضة تبيع وتشتري أما الجبهة الوطنية الجزائرية فتقول، حول طرح جبهة معارضة في الساحة، إنها تمارس معارضة تقويمية وليست انقلابية، وأنها أيضا مع معارضة إيجابية ''لا تبيع وتشتري بأهوائها''· ويضيف لمين عصماني القيادي في الأفانا ''نحن نرى أن بيان نوفمبر تعرض لتحريف من خلال المساس بمبادئه بسبب وجود طبقة سياسية تأبى الخروج من مرحلة المراهقة''· وأردف ''نحن مع المعارضة التي يمارسها الشعب''· ولم يمنع وجود حركة مجتمع السلم داخل التحالف لتغرد في هذا الباب خارج السرب في وقت لا يتحدث الغريمان الأرندي والأفلان عن ضرورة التغيير، إذ تقول ''حمس'' إنها مع التغيير لكن ليس بضم صوتها إلى صوت دعاة الثورة، ''بل نحن من المشاركين في السلطة ومن دعاة الإصلاح دون توتر، فلسنا من الذين يطمئنون عندما تكون الجزائر في أزمة''· ويقول محمد جمعة الناطق باسم الحركة ''لا يمكن إلا أن نقف على ما حدث مؤخرا في الجزائر بكل مسؤولية وألا ندع ما وقع يمر مرور الكرام، بل يجب استخلاص الدروس والعبر لاتخاذ إجراءات سياسية عاجلة، لا ركوب الموجة''· وقال محمد جمعة إن أسلوب المواجهة مرفوض ''ولدينا مبادرة أوسع من التحالف الرئاسي تدعو إلى نقاش عميق منظم وبناء''·