عملت وزارة التربية الوطنية على رسم استراتيجية عملية لتأهيل الموارد البشرية والمؤسسات التربوية، وذلك من خلال هندسة التكوين أثناء الخدمة، على اعتبار أن التكوين الأولي لا يكفي لتلبية الحاجيات الخصوصية على مستوى العمل بالمؤسسات التربوية، ولهذا تم تسطير برنامج مستقى من الاستراتيجية التكوينية للوزارة تماشيا مع تطور الأساليب الحديثة في الممارسة المهنية والتحكم في التكنولوجيا والتكيف مع المتغيرات في عالم متحوّل وغير مستقر، حيث أفاد بيان الوزارة أن العنصر البشري في منظور وزارة التربية الوطنية من الضروري مواصلة العناية به وتنميته باستمرار حتى يواكب المستجدات ويساهم في تطوير المؤسسة وتحسين مردودها ورفع نتائج الامتحانات المدرسية والرسمية على حد سواء وفي كل الأطوار، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التكوين المستمر، وذلك على أسس ثابتة مثلما جاءت به هندسة التكوين التي تهدف إلى التكوين حسب الحاجة، وذلك بتحديد الحاجيات حسب الأولويات وبالاعتماد على مشروع المؤسسة التربوية الحالي والمستقبلي، ثم في مجال أوسع ضمن مشروع مديرية التربية وضمن مخططها التكويني الولائي الذي يتم فيه إدراج أهم الحاجيات التكوينية الخاصة بالولاية، وصولا إلى الاستراتيجية التكوينية الوطنية التي ترتكز على قيادة كل الأنشطة التكوينية من موقعها كساهرة على معالجة الصعوبات التكوينية في بعدها الوطني حتى يتم تحقيق الأهداف والغايات المنتظرة من السياسة التكوينية المنتهجة في هذا الإطار، فالتكوين -حسب البيان نفسه- ضمن هذا المنظور الجديد مرتبط بالعائد والمردودية ليساهم في تطور المنظومة التربوية، وذلك بتحكم الأستاذ والموظف بشكل عام في عمله، والرفع من مستوى الكفاءة. ولا يمكن تطوير الكفاءة إلا بالتكوين الجيد في كل مراحله وأنواعه، كما لا يمكن تحسين الجودة والمردودية دون الاعتماد على العنصر البشري، لأن العنصر البشري هو رأسمال يجب العناية والاهتمام به ليواكب العصرنة ويستطيع تحقيق النقلة النوعية للمنظومة التربوية.