خرج، أمس، الآلاف من طلبة جامعة مولود معمري بتيزي وزو في مسيرة حاشدة، تنديدا بالوضع الكارثي الذي آلت إليه الجامعة في الجانب البيداغوجي والاجتماعي، واستنكارا لتعليمات الوزارة المتمثلة في تجميدها لشهادة الماجستير وتعميم نظام ال ''أل· أم· دي'' وإلغاء شهادة الكفاءة المهنية لطلبة الحقوق، ونددوا بالوضع العام الذي آلت إليه الجزائر في ظل غياب فرص العمل واستفحال البطالة، وغلق مجال السمعي البصري في وجه الخواص، حيث طالبوا بضرورة إحداث تغيير في النظام سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مع ضرورة تكريس العدالة الاجتماعية واحترام الحريات الديمقراطية، وأبدوا تأييدهم المطلق للشعبين التونسي والمصري في ثورتهم ضد النظام ''الديكتاتوري''· لم تمنع الأمطار الغزيزة التي تساقطت، أمس، بتيزي وزو الطلبة من الخروج بالآلاف في مسيرة سلمية عارمة وناجحة للتعبير عن رفضهم المطلق للوضع الحالي الذي تعيشه الجامعة، حيث لقي نداء التنسيقية المحلية للطلبة استجابة واسعة، وشارك في المسيرة أزيد من 10 آلاف طالب جامعي، حسب تقديرات المنظمين، ومصالح الأمن أعلنت أن العدد لم يتجاوز 5 آلاف طالب، وشارك كذلك المئات من تلاميذ الثانويات ومناضلي أحزاب سياسية ك ''الأرسيدي'' و''الأفافاس'' و''حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل'' والعديد من ممثلي المجتمع المدني، حيث رفع المتظاهرون مطالب بيداغوجية واجتماعية وسياسية، واحتجوا على ما أسموه ''الكارثة الحقيقية التي أصابت الجامعة'' و''الوضع المزري الذي يعيشه الشعب الجزائري''، وقد انطلقت المسيرة من كلية حسناوة على الساعة العاشرة ونصف، جابت الطريق الرئيسي وشارع لعمالي أحمد وشارع هواري بومدين باتجاه مقر الولاية أين نظموا اعتصاما عارما ووقفوا دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الديمقراطية والحريات، وقرأ أحد أعضاء التنسيقية المحلية للطلبة لائحة المطالب مؤكدا أن مسيرتهم طلابية ومطالبها وطنية ونفى أن يكون أي حزب سياسي وراء هذه المسيرة· وقد ردد الطلبة في المسيرة عدة شعارات تستنكر الوضع الحالي الذي تعيشه الجامعة ونددوا بالتعليمات الوزارية التي أقرت تجميد الماجستير، وإلغاء شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، وتعميم نظام ال ''أل· أم· دي''، واعتبروا أن الوزارة تريد من وراء هذه التعليمات ''حرمان الطلبة من مواصلة الدراسات العليا وتوجيههم مسبقا إلى البطالة''، ونددوا بفكرة خوصصة الجامعة الجزائرية، وشددوا على ضرورة الإبقاء على الجامعة العمومية، وطالبوا بإعادة الاعتبار للنظام الكلاسيكي، وطالبوا أيضا بضرورة التكفل الفعلي بالطلبة في الجانب الاجتماعي. وفي هذا الصدد، أكد المتظاهرون أن طلبة جامعة مولود معمري يعيشون معاناة يومية قاسية، وذلك من خلال تدهور الخدمات الجامعية كنقص النقل وتردي المطاعم وغياب الأمن ونقص التكفل الصحي، لاسيما بالأحياء الجامعية للبنات· من جهة أخرى، رفع المتظاهرون خلال مسيرتهم مطالب سياسية داعية إلى ''تغيير النظام''و''ليس تغيير الحكومات والوزراء'' ورفعوا لافتات كتب فيها ''من أجل تغيير جذري وديمقراطي'' ويستنكرون الوضع السياسي القائم في الجزائر، مطالبين بضرورة رفع حالة الطوارئ والسماح للشعب الجزائري بتنظيم مسيرات سلمية للمطالبة بحقوقه وفتح مجال حرية التعبير والصحافة، بما في ذلك فتح مجال الإعلام السمعي البصري للخواص، ودعوا إلى ضرورة الكف عن سياسة دفع المواطنين إلى العنف وحرق النفس· كما طالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين أوقفتهم مصالح الأمن خلال المظاهرات الأخيرة التي عرفتها الجزائر، وشددوا على ضرورة احترام الحريات الديمقراطية وتكريس العدالة الاجتماعية وحسن تسيير الثروات· هذا، وقد أبدى طلبة جامعة مولود معمري تأييدهم المطلق للثورة التي فجرها الشعبان التونسي والمصري ضد ''النظام الديكتاتوري''·