مأساة حقيقية تعيشها 46 عائلة تقيم بإقامة الدولة الساحل، بنادي الصنوبر، بعد إقدام مدير إقامة الدولة حميد ملزي على قطع الكهرباء عن هذا الحي الذي تقيم فيه العائلات المعنية منذ الحقبة الإستعمارية، أي عندما كان أغلب أرباب هذه العائلات يعملون في المزارع الخصبة، بنادي الصنوبر، التي زالت أغلبها، فيما تهدد مشاريع أخرى بزوال الأجزاء المتبقية منها· أخطأ، حميد ملزي، مدير إقامة الدولة الساحل، التوقيت الخاص بقطع التيار الكهربائي عن سكان حي بوشاوي البحري، الواقع بمدخل نادي الصنوبر ''المنطقة الخضراء'' التي يستحيل على أي مواطن بسيط، دخولها، كما أخطأ، مدير هذه المنطقة ''المحرمة'' في تقديراته، هذه المرة، كون الأمر يتعلق بعائلات فقيرة، كلها تقيم بالمنطقة منذ الخمسينيات، أي قبل أكثر من 40 سنة من صدور قرار تحويل منطقتي نادي الصنوبر وموريتي، إلى محميتين للإطارات السامية للدولة، والتي أصبح، اليوم، يقطنها بعض الأشخاص الذين لا يمتون بأية صلة بالدولة ولا يشغلون أية وظائف سامية بها· في يوم 21 أفريل الماضي، أقدم، مدير إقامة الدولة بنادي الصنوبر، على قطع التيار الكهربائي عن حي بوشاوي البحري، الذي يقع بمدخل إقامة الدولة بنادي الصنوبر، ما أدى إلى تعكير الحياة اليومية للسكان وتحويلها إلى جحيم حقيقي، خاصة في هذه الأيام الحارة، فلا ماء بارد يروي ظمأ العطشى من الأطفال وكبار السن والنساء، ولا ثلاجات تحفظ الغذاء والأدوية القابلة للتلف، كما هو الشأن بالنسبة لحقن الأنسولين، ولا تلفاز حتى يطلع السكان على ما يحدث حولهم في العالم· إنتظر، سكان حي بوشاوي البحري، يوم 2 ماي الماضي، أي بعد 15 يوما من قطع التيار الكهربائي، لتلقي رد من رئيس المجلس الشعبي البلدي للشراقة من أجل إيجاد حل عاجل لمأساتهم، حيث طالب منهم ''المير'' إعداد مخطط توجيهي للحي، وهو ما تم القيام به حيث تم إعداد مخطط عام للحي وأرسل إلى رئيس البلدية· وبتاريخ 11 ماي من العام الجاري، راسل رئيس المجلس الشعبي للشراقة، مؤسسة سونلغاز، وفق ما تدل عليها المراسلة التي تحصلنا عليها، يطلب منها إيجاد حل لهذا الحي وتزويده بالكهرباء، مع إعداد الفواتير الخاصة بتكاليف إيصال الكهرباء، وكان رد شركة الكهرباء والغاز سلبيا، حيث طلب من البلدية إعداد مخطط آخر يتمثل في مخطط التجمع السكاني· وإلى يومنا هذا، وبالرغم من أن المخطط ناقص، فإن البلدية تتماطل في إعداده، بالرغم من أن لها صلاحيات كاملة في ذلك حسب ما أكده السكان فكل من شركة سونلغاز وبلدية الشراقة تلقي المسؤولية على الأخرى، ليبقى السكان رهينة هذه الممارسات البيروقراطية· وبين هذا وذلك، فإن مسؤولي إقامة الدولة يصرون على قطع التيار الكهربائي، ما جعل السكان يخرجون عن صمتهم ويكتبون شعارات، باللغتين العربية والفرنسية، ويعلقونها بالقرب من مدخل إقامة الدولة، تدعو لنجدتهم وإنقاذ حياة الأطفال والشيوخ، وهي الشعارات التي يقف عندها كل مار من الشارع ومدخل نادي الصنوبر علها تجلب إليها أنظار المسؤولين الذين يقيمون بهذه المنطقة المحرمة على الجزائريين منذ عام .1993