شهدت، أمس، العديد من بلديات ولاية بجاية، مظاهرات احتجاجية، استجابة لنداء ''التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية''، ونظموا عدة مسيرات ووقفات احتجاجية رافعين مطالب اجتماعية وسياسية، وتم توقيف أزيد من 20 شابا أطلق سراحهم زوال أمس، بينما شهدت ولاية تيزي وزو هدوء حذرا، وتم تسجيل محاولة فاشلة من فئة من شباب حي الاستقلال بغلق الطريق لمدة 20 دقيقة· توسعت، أمس، رقعة المظاهرات التي اندلعت بولاية بجاية، منذ يومين لتمس مختلف المدن والبلديات· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز''، من مصادر محلية مطلعة، فإن العديد من مواطني بلدية أقبو خرجوا، صبيحة أمس، في مسيرة حاشدة وسط المدينة شارك فيها الشباب البطالون والأطباء والأساتذة والمحامون والطلبة وتلاميذ الثانويات، رافعين عدة لافتات تطالب ب ''تغير النظام'' و''حان الوقت لتكريس دولة حق وقانون''، وطالبوا بتوفير مناصب شغل للبطالين· وأشارت مصادرنا إلى أن المسيرة التي تم تنظيمها بأقبو كادت أن تتحول إلى ما لا يحمد عقباه، بعد الانتشار الكثيف لقوات مكافحة الشغب، علما أن هذه المدينة شهدت نفس الأحداث منذ يومين، لكن بعض المتظاهرين والمنظمين منعوا وقوع أية مواجهات مع قوات الأمن وحافظوا على الطابع السلمي للمسيرة· وفي هذا السياق أكدت مصادرنا أن بعض الشباب حاولوا حرق مركز أمن أقبو، برمي قارورات ''المولوتوف''، وحاولوا أيضا تخريب ما تبقى من مقر المحكمة التي تعرضت إلى التخريب، خلال أحداث شهر جانفي المنصرم· كما قام المتظاهرون بغلق كل الطرق المؤدية إلى مدينة أقبو بالمتاريس والعجلات المطاطية للمطالبة بضرورة تحسين الأوضاع العامة بالبلاد· وفي مدينة تازمالت نظم الشباب مسيرة سلمية جابت مختلف شوارع المدينة، رافعين مطالب التغيير الجذري للنظام، وضرورة إعادة الاعتبار للمواطن الجزائري ومنحه حقوقه التي كرسها الدستور· أما ببلدية خراطة فقد كادت الأمور أن تتحول إلى مشادات بين الشباب البطال وقوات الأمن، حيث خرج المئات من الشباب في مسيرة عارمة معظمهم بطالين، وشارك معهم بعض الأساتذة والمحامين، رافعين مطالب اجتماعية وسياسية، وتأتي في مقدمتها - حسب مصادر شاركت في المسيرة - ''منح الشباب مناصب الشغل والسكن'' و''الكف عن سياسة تهميش الجزائري''، لكن قوات الأمن تدخلت لمنع توجه المسيرة إلى مركز الأمن بتشكيل حاجز بشري متكون من عدد هائل من رجال الشرطة، حيث دخل الطرفان في مشادات عنيفة، قبل أن يعود الهدوء بعد تدخل العقلاء ومنظمي المسيرة الذين أبوا على أن تحافظ المسيرة على طابعها السلمي· وفي حدود الثانية زوالا، أقدم الشباب المتظاهر بالاحتجاج ضد المسؤولين المحليين وتم غلق الطريق الوطني رقم ,9 الرابط بين سطيفوبجاية، بالمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية وطالبوا بضرورة الرحيل الفوري لرئيس الدائرة، ورئيس البلدية، والمنتخبين المحليين تنديدا ب ''سياسة الفساد والبيروقراطية''، وكذا احتجاجا على عدم التكفل بمطالب السكان، أما في بلدية تيشي فقد نظم تلاميذ الثانويات والشباب البطالين مسيرة للتنديد بالسياسة القائمة بالجزائر، ودعوا إلى ضرورة إحداث تغيير عاجل وإعادة النظر في المنظومة التربوية وسوق العمل بالبلاد· هذا، وقد علمنا من مصادر محلية أخرى أن سكان بلديات كل من برباشة، أوقاس، أوزلاغن، إيغيل أعلي، شميني وبني معوش شهدت هي الأخرى مظاهرات سلمية في يوم ''مسيرة التغيير''، حيث خرج السكان باختلاف فئاتهم العمرية من شباب بطال، ومحامين وأساتذة وطلبة ومراهقين وحتى متقاعدين للمطالبة بالحقوق والحريات وضرورة تغيير أوضاع البلاد· وحسب مصادرنا المحلية، فالمتظاهرون بمختلف مناطق بجاية رفعوا لافتات تطالب بحل المجالس المنتخبة واتهموها ''بالفساد''· هذا، وقد أكد مصدر أمني محلي أن مصالح أمن بجاية، أقدمت منذ يومين على توقيف أكثر من 20 شابا بمختلف مناطق الولاية، مشيرا إلى أن 7 منهم تم توقيفهم بأقبو، و8 آخرون ببلدية خراطة، والبعض الآخر تم توقيفهم في مناطق متفرقة خلال المظاهرات، مشيرا إلى أن معظمهم من فئة الطلبة المناضلين في حزب الأرسيدي ومناضلي الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، وأكد أن مصالح الأمن أخلت سبيل كل المعتقلين زوال أمس· هدوء حذر بتيزي وزو ومصالح الأمن في حالة تأهب قصوى في الوقت الذي شهدت ولاية بجاية احتجاجية استجابة لنداء ''مسيرة التغيير''، إلا أن ولاية تيزي وزو، لم يتم تسجيل أي مسيرة أو حركة احتجاجية بها، ما عدا محاولة حوالي 20 شابا غلق الطريق بحي الاستقلال بمحاذاة المحطة البرية، ولكن حركتهم الاحتجاجية لم تتجاوز ربع ساعة، حيث شهدت عاصمة جرجرة أمس، هدوء بسبب ''الكواليس'' التي لعبتها بعض الأطراف في المنطقة لاستغلال ''مسيرة التغيير'' لاسيما منها محاولة حركة العروش استعادة مكانتها وثقتها بتيزي وزو، بعدما أصبحت غير مرغوب بها إطلاقا في المنطقة، وأن كل السكان اتهموها بخيانة ''دماء ضحايا الربيع الأسود''، هذا، وفسر بعض المتتبعين للشأن المحلي بتيزي وزو، أن عدم تنظيم مظاهرات بعاصمة جرجرة، سببه قرب تيزي وزو إلى العاصمة، وأن العديد من طلبة تيزي وزو ومناضلي حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وأنصار حركة ''الحكم الذاتي لمنطقة القبائل'' ومناضلي الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان انتقلوا إلى العاصمة للمشاركة في ''مسيرة التغيير''· هذا في الوقت الذي تعرف مصالح أمن تيزي وزو، حالة تأهب قصوى تخوفا من حدوث أي تجاوزات لاسيما بعد تأسيس مؤخرا تنسيقية أحياء مدينة تيزي وزو، التي تقف أمام كل عصابات المافيا التي بحسبها تثير ''الهلع والخوف'' بأحياء تيزي وزو، وتطالب بضرورة توفير الأمن بعاصمة جرجرة·