كشف مصدر مسؤول في إدارة وفاق سطيف أن القطرة التي أفاضت الكأس وأدت إلى حدوث المشاكل الأخيرة وإصرار سرار على الاستقالة هي عدم استفادة النادي من القطعة الأرضية التي يوجد عليها مقره الحالي بحي ''بومرشي'' والتي كان سرار قد علق عليها كل الآمال في تجسيد المشروع الاستثماري للشركة التجارية للنادي ''بلاك ايقلز''، حيث طلب وثائق هذه القطعة من المجلس الشعبي البلدي ولكن دون جدوى· وقد علمنا أن المناجير العام السابق للوفاق وليد صادي كان قد التقى أعضاء هذا المجلس بمقر البلدية قصد تسوية هذه القضية في أقرب الآجال، وفي انتظار ذلك تبقى أزمة الفريق مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة في ظل تمسلك الرئيس سرار باستقالته إلى درجة أنه أقسم أمام أعضاء الجمعية العامة بأنه لن يعود إلى الفريق مهما كانت الظروف والأحوال· لجنة العقلاء التي تم تنصيبها وفي حالة عدم تمكنها من إقناع سرار بالبقاء فإنها ستتحول إلى لجنة لجمع الترشيحات قصد عقد جمعية عامة انتخابية خلال الأسبوع القادم لانتخاب رئيس جديد، وأفضت أشغال الجمعية العامة العادية لوفاق سطيف التي انعقدت مساء أول أمس إلى تشكيل لجنة عقلاء تتكون من ستة أعضاء يترأسها اللاعب والرئيس السابق عبد الله ما تام، من أجل إقناع عبد الحكيم سرار بالتراجع عن الاستقالة التي كان قد أعلن عنها منذ عدة أيام وتم ترسيمها خلال أشغال الجمعية العامة المذكورة· أعضاء اللجنة ومباشرة بعد تنصيبهم من طرف ممثل مديرية الشباب والرياضة شرعوا في اتصالات على جميع المستويات قصد إعادة ترتيب بيت الفريق وإقناع الرئيس عبد الحكيم سرار بالعودة طالما أن الوفاق في أمس الحاجة إلى خدماته في هذا الظرف الصعب الذي يمر به، وقبل ذلك كان أعضاء الجمعية العامة قد رفضوا هذه الاستقالة جملة وتفصيلا، وقد تجسد ذلك خلال الكلمة التي ألقاها عبد الله ماتام، والتي طالب فيها سرار بالبقاء بعد أن أشاد كثيرا بالقفزة النوعية التي عرفها الوفاق في عهده والألقاب العديدة التي تحصل عليها وطنيا وإقليميا· بالموازاة مع ذلك تلقى عبد الحكيم سرار اتصالات هاتفية من عدة أطراف فاعلة تطالبه بالعودة إلى منصبه· وحسب مصادرنا فإنه يوجد من بين هذه الأطراف عدة وزراء وشخصيات رياضية ووطنية· من جهتها، تواصل سلطات ولاية سطيف مساعيها الحثيثة لإعادة الاستقرار للنادي، ومطالبة الرئيس سرار بالعودة، وهو نفس المسعى الذي تقوم به أيضا لجنة الأنصار· وكان عبد الحكيم سرار قد أكد خلال الكلمة الافتتاحية للجمعية العامة العادية، أن استقالته هذه المرة لا رجعة فيها، وأنه يريد التفرغ لحياته بعد أن تعب كثيرا في تسيير شؤون النادي خلال السنوات الأخيرة· سرار وخلال استعراضه للمشاكل التي يتخبط فيها الوفاق، أوضح أنه تلقى عدة انتقادات من طرف العديد من الأشخاص أهانت شخصيته ومست كرامته إلى درجة أنه أجهش بالبكاء أمام الحاضرين في موقف جد مؤثر، طالبا من الجميع قبول استقالته والبحث عن رئيس جديد للفريق. هذا الموقف دفع سرار للخروج من القاعة ومغادرة أشغال الجمعية العامة قبل نهايتها، الجمعية التي احتضنتها قاعة الحفلات المتواجدة بحديقة التسلية وسط مدينة سطيف، تم خلالها المصادقة على الحصيلتين الأدبية والمالية للموسم الكروي 2009 2010 أي الفترة التي كان فيها الفريق ضمن أندية الهواة· وحسب التقرير المالي للفترة المذكورة فإن قيمة المصاريف فاقت 56 مليار سنتيم استهلك معظمها في رواتب وعلاوات اللاعبين والمدربين فيما بلغت المداخيل خلال نفس الفترة 59 مليار سنتيم· وبخصوص التقرير الأدبي وبالرغم من إجماع أعضاء الجمعية العامة على أنه كان إيجابيا إلا أن سرار اعتبره سلبيا طالما أن الفريق لم يتحصل على كأس رابطة الأبطال الإفريقية، وهو اللقب الذي ضاع منه بسبب التهاون واللامبالاة· أشغال الجمعية العامة المذكورة، وخلافا للسنوات الفارطة طغت نقطة واحدة على جدول أعمالها تتعلق باستقالة الرئيس، وهي الاستقالة التي قدمها هذه المرة مكتوبة لممثل مديرية الشباب والرياضة، وسط حيرة ودهشة كل أعضاء الجمعية الذين أصروا على عدم قبولها بالرغم من المحاولات العديدة التي قام بها سرار من أجل إقناعهم قبل مغادرته للقاعة.