مثُل، أمام محكمة الجنح شخص يبلغ من العمر 45 سنة بتهمة الاعتداء بالسلاح الأبيض بعدما وجه طعنة باستعمال خنجره لشاب غازل ابنته، وقد طالب ممثل الحق العام من هيئة المحكمة تسليط عقوبة 18 شهرا نافذا في حق المتهم، إلا أن المحكمة أرجأت النطق بالحكم إلى الأسبوع القادم. حيثيات القضية -حسب ما جاء في قرار الإحالة- تعود إلى تاريخ 15 ديسمبر الماضي عندما كانت الفتاة المدعوة (ف. ع) عائدة إلى منزلها العائلي بعد خروجها من الثانوية، حيث التقت في طريقها شاب المدعو (م. س) الذي حاول التقرب منها من أجل التحدث إليها ومنحها رقمه الهاتفي، إلا أن الشابة صدته وواصلت طريقها. وبالرغم من ذلك، لم يفقد الشاب الأمل وظل يلاحقها ويتحرش بها لفظيا على طول الطريق إلى غاية اقتراب الفتاة من حيها، فطلبت منه الابتعاد عنها ويعود أدراجه قبل أن يراه أحد أفراد أسرتها، الأمر الذي لم يستجب له الفتى وظل يلاحقها عند بلوغها وسط الحي الذي تسكنه في الدارالبيضاء، فأيقن بأن أمله في الحصول منها على موعد بدأ يتلاشى أمام عينيه، لذلك لجأ الفتى إلى العنف ظنا منه بأنه سيتمكن من إرغامها على منحه رقم هاتفها حتى يتمكن من التواصل معها، حيث مسكها، بالقوة، من ذراعها الأيمن ثم أعطاها ورقة دوّن عليها رقم هاتفه النقال. وما هي إلا لحظات حتى وجد الشاب نفسه في مأزق كبير، إذ هاجمه من الخلف رجل في الأربعينيات من العمر، ثم لكمه على وجهه قبل أن يوجه له طعنة على مستوى الكتف. من جهته، لم ينف الأب جميع التهم المنسوبة إليه، حيث اعترف باعتدائه على الشاب باستعمال خنجره مبررا فعلته بأنه كان يدافع عن شرف ابنته، مضيفا بأنه لم يتمالك أعصابه عندما لمح الشاب وهو يهدد ويمسك بالقوة ذراع ابنته، مما أدخله في نوبة غضب. الفتاة من جهتها أكدت عند حضرها المحاكمة كشاهدة، جميع الأقوال التي أدلى بها والدها سواء أمام هيئة المحكمة أو ضمن المحضر الشرطة، ملتمسة من قاضي الجلسة الإفراج عن أبيها لأنه هو الوحيد الذي يعيل إخوتها الأربعة رفقة والدتها وجدتها. أما بالنسبة للضحية، فقد أكد ما جاء على لسان المتهم، إلا أن ذلك لم يمنعه من الطلب من هيئة المحكمة إلزام المتهم بدفع مبلغ 50 ألف دينار كتعويض عن الضرر الذي لحق به نتيجة تعرّضه لطعنة على مستوى الكتف.