سادت، أمس، بميناء الجزائر حالة من الغليان وسط المهاجرين الجزائريين المتجهين نحو مارسيليا بعد قرار السلطات العليا في البلاد مصادرة سفينة طاسيلي 2 وإرسالها نحو ميناء بنغازي لإجلاء الجزائريين المقيمين في ليبيا، خاصة بعد التصعيد الذي تشهده البلاد وتهديد عدة دول بالتدخل العسكري خاصة تركيا التي هددت بعملية عسكرية لإجلاء رعاياها المحتجزين على الحدود الليبية التونسية· وقد عبر العديد من المهاجرين عن استيائهم العميق ليس بسبب إلغاء الرحلة ومصادرة السفينة، بل لتملص المؤسسة الوطنية للنقل البحري من التزاماتها نحو زبائنها، وعدم توفير الحد الأدنى من الخدمات والتكفل بهم بعد أن قضوا ساعات طويلة في طوابير غير منتهية بمحاذاة المدخل الرئيسي لميناء الجزائر· وطمأن مسؤول في لقاء جمعه مع المهاجرين المتوجهين نحو ميناء مارسيليا الفرنسي، أنه تم توفير رحلة أخرى على متن باخرة الجزائر لصالح هؤلاء غدا في نفس توقيت باخرة طاسيلي 2 التي كان من المزمع مغادرتها الميناء في حدود الساعة الثانية عشر بالأمس، معتذرا في ذات السياق عن الحادث الذي قال أنه خارج نطاق المؤسسة· غير أن المئات من المسافرين طالبوا الشركة بتحمل قسط من مسؤوليتها وتوفير المأوى للعائلات والأفراد القاطنين خارج تراب العاصمة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين حلوا من مدن بعيدة قاطعين مئات الكيلومترات، على غرار عائلات حلت من ورقلة والنعامة، إضافة إلى ولايات من شرق البلاد وغربها، غير أن المسؤول اعتذر عن تلبية هذا المطلب الذي قال إنه بعيد عن إمكانيات المؤسسة، فيما قال إنه سيتم النظر في إمكانية إبقاء مركبات المسافرين على مستوى حظيرة ذات الطوابق الموجودة على مستوى الميناء والتابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البحري، كما قال إن المؤسسة ستوفر الأمن وستنظر في إمكانية قضاء الأفراد وعائلاتهم الليلة داخل سياراتهم· من جهة أخرى، وجد حوالي 400 مسافر أنفسهم في قائمة الانتظار للإبحار على مستوى سفينة الجزائر بعد أن تخلت عنهم سفينة كازانوفا التابعة لشركة كورس ميديتراني الفرنسية التي دخل عمالها في إضراب، وقال هذا المسؤول إن مؤسسة النقل البحري ستتكفل بالدرجة الأولى ثم بعدها هؤلاء· وكشف ذات المسؤول أن الشركة تجتاز حاليا مرحلة عجز في تلبية طلبات زبائنها، خاصة بعد مصادرة سفينة طاسيلي 2 من قبل السلطات العمومية وبأمر من رئيس الجمهورية إلى جانب دخول سفينة طارق بن زياد الصيانة الدورية، كما قامت مؤسسة النقل البحري بتأجيل كافة رحلاتها المبرمجة في الأيام القليلة المقبلة بيوم واحد لتدارك النقص وتغطية كل نقاط الانطلاق والعودة·