وجّه مدني مزراق أمير ما كان يسمى ''الجيش الإسلامي للإنقاذ'' المحل، رسالة إلى رئيس الجمهورية كان قد بعثها في 11 فيفري الجاري، حول أحداث العنف الأخيرة وما صاحبها من مواقف رسمية، قال عنها إنها ''رأي ونصح لإستقامة البلاد بإصلاح دستوري وسياسي عميقين ولو كان بتضحية الرئيس بمنصبه''· بلغة ممزوجة بالغضب تارة وبالأمل في أن تجد الرسالة آذانا صاغية، خاطب مدني مزراق رئيس الجمهورية، مؤكدا أنه آثر نشر الرسالة في الإعلام بعد أن منح فيها للرئيس الوقت الكافي لدراسة وفهم محتواها، قائلا أن ''اليوم نرى من المفيد نشرها ليطلع الشعب عليها''· واستهل مزراق رسالته بالثناء على الشعب الجزائري وهؤلاء الشباب الذين ثاروا في بداية جانفي، واصفا إياهم بأبناء الشعب الأبي الرافض للظلم والذل، معتبرا أن الانتفاضة ''سواء كان فيها السكارى أو المنحرفون أو العابدون ففي أعماقهم إيمان ودماء فوارة''، مضيفا أن هؤلاء الشباب أيضا هم بعض من أولئك الذين ثاروا في .88 وبعد أن وصف مزراق الرئيس بوتفليقة بالمجاهد، وأنه الأقدر على التضحية بالنفس والنفيس، ''ولو كان النفيس كرسي الحكم وأنت المسلم الذي يسلم الناس من لسانه ويده''· وقال مزراق في رسالته إنه ''من غير المعقول أن يكون المجتمع الموحد الخالي من الطائفية والمتمتع بالثروات والدافع مالا ودما من أجل أن يعيش سيدا حرا، أن يصمت عن الذل والهوان وسياسة العمالة والتبعية لأعداء الأمس واليوم''· وأوضح مزراق، أنه يريد بكل هذا تقديم الرأي والنصح من خلال العودة السريعة للمشروع النوفمبري الذي آمن به الشعب واحتضنه ''دولة جزائرية مستقلة ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية''، داعيا الرئيس إلى إجراء إصلاح دستوري عميق وسياسي أعمق، بفتح نقاش جريء وصادق بمشاركة رجال الدولة والعلماء والفقهاء والشخصيات الوطنية والفعاليات المؤثرة في المجتمع، مؤكدا أنه ينبغي إصلاح دستوري يضع الفرق بين ما هو قضائي وسياسي، ويفتح المجال أمام الجزائريين دون تمييز أو إقصاء، داعيا الرئيس بوتفليقة إلى ''كلمة سواء بيننا وبينه ونمضي قيادة وشعبا إخوة ومتحدين متحابين''·