فجّر مدير معهد باستور قنبلة من العيار الثقيل، حينما طالب المستشفيات الموزعة عبر التراب الوطني بدفع المستحقات التي تدين بها إلى معهد باستور، كاشفا أن العديد من المستشفيات تأخذ طلبيات أدوية دون أن تدفع مستحقاتها· وقال محمد تازير، مدير معهد باستور، إن الوضعية الحالية أربكت المعهد وجعلته غير قادر على اقتناء لقاحات جديدة، بسبب العجز عن توفير الميزانية اللازمة، خاصة أن المخابر الأجنبية تلزم باستور بدفع 50 بالمائة من قيمة الإجمالية للمبلغ· وأكد المدير العام لمعهد باستور الجزائر، في تصريح خص به الإذاعة الوطنية، أن لقاح ''تيترا هيب'' المدرج في الرزنامة الوطنية للقاحات، وهو لقاح مدمج يحتوي على اللقاح المضاد للتيتانوس والسعال الديكي والدفتيريا زائد الهيموفيليس (ب) المضاد للفيروس الذي يصيب الرئة والتهاب السحايا، سيكون متوفرا في المؤسسات الصحية ابتداء من الأسبوع القادم، مرجعا الندرة التي عرفتها بعض المؤسسات الصحية في الأيام الفارطة إلى نقص في السيولة المالية، بالإضافة إلى الإجراءات المرتبطة باستيراد المواد الصيدلانية، بما فيها اللقاحات· وأضاف ذات المدير أن إجراءات استيراد اللقاحات تتطلب دفع نسبة 50 بالمائة، على الأقل، من سعر اللقاح للمخابر الأجنبية عند تقديم الطلب والنسبة المتبقية تدفع بعد استلام المادة، مؤكدا أن المعهد ليست له الإمكانيات المالية اللازمة لإجراء هذه العملية في كل مراحلها· وكشف تازير، أن التكلفة السنوية للقاحات الموجهة للأطفال المدرجة في إطار البرنامج الموسع للرزنامة الوطنية يصل إلى 300 مليار سنتيم· ويرى المتحدث، أن هذه العملية تتطلب توفير الأموال والإمكانيات بصفة دائمة، لضمان توفر اللقاحات بالمؤسسات الصحية والمستشفيات، داعيا إياها إلى دفع مستحقاتها إلى المعهد في الوقت المناسب· وأكد تازير، أن المعهد يلتزم بدفع الأموال الخاصة باستيراد اللقاحات، غير أنه يجد صعوبة كبيرة في استرجاعها من المؤسسات الصحية، رغم تمتع الأخيرة بالأموال الخاصة باللقاحات في ميزانيتها، مضيفا أن المعهد يستورد الكميات المطلوبة من اللقاحات على أساس الطلبات التي تقدمها المؤسسات الصحية واحتياجات الوزارة الوصية·