علمت ''الجزائر نيوز''، من مصادر حسنة الإطلاع، أن لجنة الأركان العملياتية المشتركة التي تضم كل من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر الواقع مقر قيادتها بتمنراست، ستعقد لاحقا اجتماعا بالجزائر لدراسة تطور الأوضاع في شرق وجنوب ليبيا، سيشارك فيه قادة أركان الجيوش المنضوية في هذه القيادة العسكرية· ويأتي الإجتماع على خلفية الأحداث المتسارعة التي تعرفها ليبيا والتحذيرات من إمكانية تسلل مجموعات إرهابية إلى شرق ليبيا والإلتحاق بالثوار الليبيين، إضافة إلى التخوف من وقوع الأسلحة في أيدي الإرهابيين المنضوين تحت لواء التنظيم الإرهابي المسمى بفرع الصحراء للقاعدة في المغرب الإسلامي· وقد رفعت ''غرفة القيادة العسكرية المشتركة'' بين أربع دول للساحل الإفريقي من درجة التأهب، بناء على طلب تقدمت به الجزائر· وتتابع القيادة العسكرية التي تتولى مالي رئاستها في الفترة الحالية، تطورات الوضع بجنوب ليبيا، في ظل توقعات جزائرية بظهور ''خريطة أمنية'' جديدة بالكامل بمنطقة الساحل، ''ستزداد تعقيدا كلما طال أمد الاضطرابات بليبيا''· وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي قد أعرب، صراحة، عن مخاوف الجزائر من الوضع في ليبيا، حيث أكد أنه ستكون له انعكاسات على قدرات الجزائر في التحكم في جهود مكافحة الإرهاب، مصرحا أن ''هذا الجانب يشغلنا كثيرا، بسبب انتشار الأسلحة وبكميات كبيرة، وهذا يقلقنا لأنه: أولا يستعمله الليبيون ضد بعضهم البعض، وثانيا قد يؤدي الانتشار المخيف للسلاح بليبيا إلى فتح شهية أطراف أخرى قد تتمكن من فرض نفسها وترتكب عمليات إرهابية، ويعلم الجميع أن محاربتها لا تصبح ناجعة إلا إذا تظافرت جهود الدول''· وقد سارعت الجزائر إلى نشر خمس كتائب تضم آلاف العسكريين مدعومين بغطاء جوي لمراقبة الصحراء الواقعة غرب مدن ساردلاس وغات بأقصى الجنوب الغربي لليبيا، لمنع تهريب أسلحة من ثكنات ومعسكرات الجيش الليبي إلى الجزائر ولمنع تسلل عناصر مسلحة· كما تراقب القيادة، وفق المصادر ذاتها، التسجيلات والبيانات الصادرة في شأن ليبيا عن ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' وحوارات على شبكة الانترنت بين ''جهاديي'' التنظيم بمنطقة الساحل· وعلمنا أن رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة قد شرعوا في الاتصالات لعقد الاجتماع الذي يدخل في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والظواهر ذات الصلة، خاصة بعد أحداث ليبيا الأخيرة·