أوضح الفريق قايد صالح أمس، أن اجتماع المجلس رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية المشتركة والمتمثلة في الجزائر, مالي, موريتانيا والنيجر ، و الذي انطلق أمس، بتمنراست من شانه إعطاء دفع جديد في عملية مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة. وشدد قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الذي ترأس الاجتماع غير العادي للمجلس بتمنراست أمس، أن الاجتماع الذي يعد على قدر كبير من الأهمية يندرج في إطار تقييم الوضع الأمني بمنطقة الساحل الصحراوي, طبقا للإجراءات التي تم اتخاذها من طرف لجنة الأركان العملياتية المشتركة والمنبثقة عن اجتماع رؤساء قيادة أركان البلدان المعنية المنعقد بتمنراست في أوت من العام الماضي حول محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. مشيرا بان لقاء رؤساء أركان الدول الأعضاء سيتيح لهم سبل تبادل المعلومات والتحاليل للوصول إلى تقييم حصيلة النشاطات والأعمال المنجزة بهدف وضع إستراتيجية مشتركة في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. وتلح الجزائر على البلدان الإفريقية الجارة ضرورة التكتل من اجل محاربة الإرهاب في الساحل و الجريمة المنظمة بما لا يفتح المجال للدول الكبرى التدخل في المنطقة ، بعد أن أخذت رقعة الاختطافات المستهدفة للأوروبيين تتسع أكثر. وقال قايد صالح أن "الجزائر تقدمت بطلب تنظيم هذا الاجتماع من أجل بحث مجالات تعاوننا قصد الارتقاء بها الى مستوى أكثر نضجا, وتوضيح كل الملابسات التي لا تزال قائمة بما يكفل تعبيد درب العمل الفعال والمتشاور حوله,وبالتالي بلوغ الأهداف المسطرة في إستراتيجيتنا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة". مشيرا بان الهدف الأساسي للاجتماع "مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والظواهر ذات الصلة" ، بينما أكد لنظرائه من دول الساحل أن لقائهم يعتبر فرصة لتبادل التحاليل والتقييمات حول كل ما استطعنا تحقيقه كنشاطات وتقييم النتائج المسجلة في سبيل تحقيق الأهداف الرامية الى استرجاع السلم والطمأنينة عبر كامل منطقتنا". دون أن يغفل كون الاجتماع "سيساهم في تعزيز تعاوننا وأواصر الأخوة والتضامن وحسن الجوار بيننا من أجل إعطاء نفس جديد لهدفنا المتمثل في مطاردة الإرهاب والقضاء عليه. في السياق ذاته، أكد الناطق الرسمي باسم اجتماع رؤساء أركان البلدان الأعضاء في لجنة الأركان العملياتية العقيد سبع مبروك اليوم الأحد أن لقاء تمنراست بمثابة "تأكيدا راسخا على احترام كل ما تم قطعه من التزامات بين القوات المسلحة للبلدان الأعضاء" وتعبيرا واضحا من بلدان الساحل الإفريقي على "تكريس إرادتها الفولاذية وقدرتها الفعلية في التكفل الذاتي بقضاياها الأمنية بكل حرية وسيادة". ونفى المتحدث في لقائه مع الصحفيين أن يكون الاجتماع جاء في وقت متأخر ، مشيرا أنه "يأتي في وقته المناسب سيما على ضوء الأحداث المتسارعة الأخيرة التي شهدتها المنطقة". وشدد أن رؤساء أركان البلدان المشاركة سوف يعكفون على "دراسة كافة السبل والوسائل الكفيلة بترقية وتفعيل التعاون للوصول سويا الى إرساء آلية ملائمة للتعامل بالصرامة المطلوبة والنجاعة المرجوة مع آفة الإرهاب وتفرعاتها". بينما أوضح أن رؤساء أركان البلدان المشاركة في هذا الاجتماع اعترفوا للجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل إنجاح مساعي جيوش بلدان المنطقة في مكافحة ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة. ويأتي اجتماع القادة العسكريين، لدول الساحل في الوقت الذي تعرف فيه المنطقة تجاذبات دولية خطيرة إثر تنامي حملة الاختطافات ضد الأوروبيين و الحرب التي تقدوها بعض الدول برئاسة الجزائر من أجل تجريم الفدية وقطع التمويل عن القاعدة وعناصرها بالمنطقة ، بينما تشير التقارير أن باريس قررت التفاوض مع هذا التنظيم من اجل الإفراج عن المختطفين الفرنسيين الخمسة الذين اختطفوا من شمال النيجر الأربعاء ما قبل الماضي.ولا يعلن التنظيم ولا الحكومات عن إحصاءات دقيقة لعدد المقاتلين في صفوفه، لكن أغلب المصادر تقدر عددهم بما بين 300 و800 مقاتل أغلبهم من الجزائريين, فيما يتوزع الباقون على جنسيات مختلفة أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالي ونيجيريا، وقد قدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو 70 خلية. ليلى/ع