ماذا لو بدأنا الحديث من بداياتك في التمثيل؟ بدأت تجربتي في فن التمثيل من باب الصدفة، كان ذلك بعد النجاح الذي حققته من خلال مشاركتي بمسابقة ملكة جمال الجزائر سنة 2003 بولاية تيزي وزو، أهلني ذلك للفوز بالمشاركة في ثاني مسابقة نظمتها ولاية الجزائر العاصمة، وقد شهدت المسابقة آنذاك مشاركة الكثير من جميلات الجزائر القادمات من كل ولايات الوطن، وتحصلت خلالها على لقب ملكة الأناقة، وتم ذلك حسب مقاييس ثابتة ومعتمدة من طرف لجنة التحكيم· كان ذلك الفوز بداية الطريق، حيث اكتسبت الثقة بالنفس، كما فتح لديّ شهية المشاركة في تجارب أخرى، وقد تمت استضافتي بعد الفوز مباشرة من طرف السيدة ليلى في حصة ''مسك الليل''، وقد كانت إطلالتي التلفزيونية الأولى، حيث تحدثت بعفوية عن حياتي البسيطة وعن المنطقة التي كنت أقطن بها بأعالي جرجرة· وبما أنني قادمة من عالم الموضة والجمال، فقد تم دعوتي للمشاركة في البرنامج التلفزيوني ليس بصفتي ملكة جمال الجزائر، إنما عارضة أزياء للملابس التقليدية خلال الحصة الفنية، فكانت بذلك أولى البدايات مع عالم التلفزيون والفن، إذ وضعت قدمي على أول الطريق وعرفني المتفرج والمخرجين من خلال البرنامج، لتتوالى العروض بعد ذلك· هذا يعني أنك لم تكوني تعتزمين الاحتراف لولا برنامج ''مسك الليل''؟ أجل هذا صحيح، فالحصة فتحت لي كثير من الأبواب لإثبات قدراتي، حيث اكتشف الجمهور الجزائري رزيقة فرحان شيئا فشيئا، الشيء الجميل في عرض الأزياء في البرنامج التلفزيوني أنه فتح أمامي الآفاق من خلال الجولات التي كنا نقوم بها، كما أنه سمح لي بتوطيد العلاقات المهنية والتقرب من مجال العمل التلفزيوني، إذ لا بد من التأكيد على مدى استفادتي من كل المحيطين بي في العمل سواء تعلق الأمر بالتقنيين أو المعدين وغيرهم، كنت بمثابة التلميذة التي تتعلم من الجميع· والحق أنها كانت فرصة لمعرفة عشقي لهذا العالم، وهذا ما دفعني للتقرب أكثر من عالم الفن وقبول العروض التي تقدم بها بعض المخرجين الذين رأوا في عفويتي القدرة على تجسيد العديد من الأدوار· ماهي أهم الأدوار التلفزيونية التي شاركت فيها؟ أول تجربة لي في التمثيل كانت بأدوار ثانوية في أكثر من مسلسل تلفزيون جزائري منها مسلسل ''الشهرة''، بعد أن حققت النجاح في أكثر من مشهد وقمت بأدائه على أحسن وجه، اقترح عليّ نزيم قايدي مخرج مسلسل ''الامتحان الصعب'' أن أنضم إلى فريقه، حيث تقمصت دور مفتشة الشرطة التي تحقق في الجرائم الجنائية وتعمل على الكشف عن ملابسات القضية، وبعدها شاركت في دور أساسي في مسلسل ''موعد مع القدر'' لمخرجه جعفر قاسم وتقمصت خلالها دور الطبيبة الملتزمة والجادة في عملها· أما دور كاتيا في مسلسل ''قلوب في صراع'' هو الذي حقق لي شهرة وشعبية كبيرة بين الجمهور الجزائري· مع أن الأدوار التي أديتها متنوعة إلا أن المتفرج يتذكرك أكثر في الأدوار الكوميدية؟ أسعى لأن أكون متنوعة في اختيار الأدوار التي أؤديها، إذ لا أرغب في أن أحصر نفسي في نوع واحد من الأداء، لا أحب أن يرتبط اسمي بلقب معين أو شخصية معينة، فكل ذلك التمازج في شخصيتي الفنية أعتبره من الدوافع المهمة التي حفزتني على خوض تجربة التمثيل، أول فرصة في التمثيل الكوميدي منحها لي بادي صحراوي، إلى جانب لخضر بوعكاز سلسلة ''حال وأحوال'' بالأخص حلقة ''المنحوس والمنحوسة'' التي أضحكنا بها الكثير من المشاهدين الجزائريين· وقد استحسن المتفرج الجزائري طريقة أدائي، حيث تلقيت ردود فعل مشجعة بعد أدائي الكوميدي وبصراحة اكتشفت هذه الموهبة التي لم أكن أدرك أني أملكها· هل يمكن القول إن سلسلة ''حال وأحوال'' شهدت ولادتك الكوميدية؟ أجل هذا صحيح، فقد كانت بداية معرفة الجمهور لي عن قرب، حيث تمكن من التعلق بالأدوار التي أديتها في هذه السلسلة الفكاهية، إذ لا بد من الاعتراف أنني استفدت من شهرة السلسلة ومن تألق زملائي في العمل· الجدير بالذكر أنني تحصلت على جائزة أحسن دور ثنائي، كما تحصلت على جائزة الفنك الذهبي لسنة ,2008 ما يعني أنني تمكنت من الحصول على اعتراف أهل المهنة والجمهور، لكن ذلك جعلني أدرك حجم المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقي، إذ أصبحت مقتنعة أن الظهور أمام الجمهور يجبرني على بذل المزيد من الجهود، وبالتالي العمل على إعطاء أفضل ما أملك· هناك من يعتقد أن الأدوار الفكاهية لا تتطلب الكثير من الجهد عكس الدراما، إذ يعتبر الكثيرون أن الكوميديا في متناول الجميع؟ في الواقع هذا تفكير خاطئ، مع ضرورة احترام كل أنواع الأداء الفني، إلا أنني مقتنعة أن الكوميديا من أصعب الأدوار التي يمكن للممثل أن يثبت من خلالها قدرته، لا أعتقد أن مهمة إضحاك المتفرج أمر هين· التمثيل مهما تنوع فإنه يتوقف على قدرة الفنان على العطاء، لكن يبقى أنني متيقنة أن الكوميديا من أصعب الأدوار، وإن نجح أي ممثل في هذا النوع فإنه قد ينجح في غيرها من الدراما، لأن الكوميديا تحررك من كل القيود وتكشف للممثل ذاته· وماذا عن تجربتك في التمثيل المسرحي؟ أول تجربة لي كانت أثناء أدائي مونولوج ''فاطمة'' بالأمازيغية لمخرجته حميدة أيت الحاج، وأعتبر وقوفي على الخشبة من أصعب اللحظات، خاصة وأن المونولوج كان يتميز بالنص الطويل وكثرة المشاهد، فالجدير بالذكر أن التمرينات استغرقت فترة جاوزت الشهرين، ومع ذلك لم أتخلص من الارتباك والخوف من الوقوف على الركح، وحده الدعم المعنوي لأيت الحاج سمح لي بمواصلة التدريبات· وقد كان أول عرض شرفي بولاية تمنراست، إذ شعرت بسعادة على إثر تصفيقات الجمهور الذي استوعب المونولوغ بالأمازيغية، ولعل أكثر ما أسعدني اعتراف عدد من الفنانين بأدائي المسرحي· من هن منافسات رزيقة فرحان من الجيل الجديد؟ والله أعتبر نفسي من الفنانات اللواتي يفضلن الخوض في المنافسات الشريفة، فالمنافسة تدفع المرء نحو عملية بحث دائم عن الأفضل، سيما وأنني تواقة للتعلم من غيري من الممثلات خاصة اللواتي نجحن في التمثيل، إذ تظل العلاقة مبنية على الاحترام، إذ سبق لي التعامل مع العديد من الفنانات الجزائريات، وكان الجو أقرب للعائلي· رأيناك في عمل تلفزيوني تونسي في الفترة الماضية، كيف كانت التجربة وهل تعتزمين تكرارها؟ كانت بعد فوزي في الكاستينغ الذي نظمته الشركة المنتجة للسلسلة، حيث ساعدني التشابه في ملامح الوجه مع الفنانة الجزائرية بيونة، الأمر الذي جعل اللجنة تقرر أنني الأصلح لهذا الدور· وبالفعل، كانت تجربة متميزة استفدت منها· وقد تقرر تقديم الجزء الثاني تحسبا لشهر رمضان المقبل، حيث سأشارك مع المخرج التونسي صلاح الدين في الجزء الثاني من سلسلة ''نسبتي العزيزة'' وسيكون التصوير بشهر أفريل وماي المقبلين· كما أستعد لدخول الأستوديو من أجل تصوير الجزء الثاني من سلسلة ''دار الداه مزيان''·