لم يكن يدري أنه سيكون سببا في موت جاره وصديقه الذي تربطه به علاقة منذ أكثر من 40 سنة، وأنه سيسجن في آخر أيام حياته، فنتيجة لاستفزازاته المتكررة له قام بدفعه طالبا منه الابتعاد عنه، فسقط الضحية على الأرض وأصيب على مستوى رأسه، نقل على إثر ذلك إلى مستشفى زميرلي بالحراش، لكنه توفي بعد يومين من الواقعة متأثرا بالإصابة· أطراف هذه القضية على غرار العادة هم شخصان مسنان، سكنا بالعاصمة، وبالضبط بحي ديار الجماعة بباش الجراح بعد الاستقلال، جمعت بينهما علاقة صداقة، لكن في السنوات الأخيرة ومع تقدم السن، أصبح الضحية المدعو (ح· ك) البالغ من العمر 81 سنة، يستفز صديقه بشكل دائم وفي كل مرة كانت تحدث مناوشات كلامية بينهما، خاصة عندما يقوم هذا الأخير بالاستهزاء به والتجريح في المجاهدين، وبحكم أن المتهم كان مجاهدا، كان ينفعل جراء ذلك· وكالعادة التقيا هذين الأخيرين في صبيحة يوم 11 نوفمبر 2009 في حدود الساعة العاشرة على مستوى سوق الخضر والفواكه ميلودي مولود بباش جراح، من أجل استفزاز المتهم، وقام المدعو (ح· ك) بالبصق على الأرض، هذا ما أثار غضب المتهم، وكرد فعل قام هذا الأخير بدفعه طالبا منه الابتعاد عنه ليسقط الضحية أرضا دون حراك، نقل على جناح السرعة إلى مستشفى زميرلي بالحراش حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد يومين من الحادثة متأثرا بالإصابة التي تلقاها على مستوى الجمجمة -حسب التقرير الطبي- ليتم بعدها توقيف الفاعل (م· مسعود) البالغ من العمر 76 سنة ووجهت له تهمة الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، وأحيل على محكمة جنايات العاصمة· وبمثوله أمس أمام هيئة المحكمة· اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، مؤكدا أنه لم يقم بلكمه على مستوى أذنه اليمنى، كما أدلى عند الضبطية القضائية، وإنما قام بدفعه عندما استفزه· من جهتها، النيابة العامة اعتبرت التهمة قائمة في حق المتهم بدليل اعترافه، كما تأسفت كثيرا أن يكون أطراف القضية أشخاص مسنين من المفترض أن يكونوا عبرة للشباب الجزائري ليطالب في حقه بتوقيع عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا· وبعد المداولات أدانته المحكمة ب 3 سنوات سجنا، منها 18 شهرا سجنا نافذا والأخرى موقوفة النفاذ·