غالبا ما يُعلّم الآباءُ أبناءَهم القيامَ بأفعال صائبة، ويُلقن المعلمون تلاميذهم كيفية كتابة جملة صحيحة، ويتدرّب المسؤولون على استخدام المعايير المناسبة لاتخاذ قرارات سليمة في الوقت اللازم· لكن لا أحد يفكر بوضع لائحة للأخطاء المحتمل أن يقع فيها الأبناء والتلاميذ والمسؤولون·· لأن تفادي الخطأ يُكتسب بالخبرة والتجربة والاحتكاك· إذا افترضنا أننا بصدد تأسيس علم من هذا النوع، فلا شك أن اسمه سيكون ''علم تفادي الخطأ''، وسيكون لدينا تقنيون ومهندسون، وباحثون مختصون في مسببات الخطأ، وقد يظهر على إحدى القنوات العربية شخص طليق اللسان يتكلم من ''عمان'' أو ''بيروت''·· ثم تُكتب في أسفل الشاشة عبارة ''خبير في علم الأخطاء''· ألا يبدو هذا الأمر طريفا··!!·· رغم ذلك، لا شيء مستبعد، فنحن غالبا ما نقرأ مقالات في صحف لا نتذكر أسماءها عما يشبه التدابير التي تقع عادة تحت بنود شتى، بصيغ استفهامية· مثلا: كيف تتجنبين سيدتي أخطاء الماكياج؟·· أو كيف تتجنب سيدي الأخطاء أثناء البحث عن وظيفة؟·· أو كيف تتجنب ارتكاب الأخطاء الشائعة أثناء المقابلات؟·· وهناك أيضا لوائح تحت بنود مثيرة للانتباه؛ مثلا: كيف تتفادى الأخطاء الشائعة أثناء عمل طبق السلطة؟ أو كيف تتفادين الأخطاء مع زوجك داخل غرفة النوم؟·· وهكذا·· ما يهم في هذا الموضوع سؤال واحد هو: كيف لك أن تعرف إن كانت هذه المِزهرية أو ذاك الفنجان يتميزان بسلامة الذوق أو بانعدامه أصلا؟ هذا السؤال تضمنته فقرة شرح تقديمي لفيديو يبثه موقع سويس إنفو، يحمل عنوان: عالم ال ''كيتش''· ويظهر في بداية الفيديو مؤلف كُتب، اسمه ''فليب تينغر''· تقول عنه مقدمة التقرير: إنه ''خبير في ال ''كيتش والذوق الرديء''· وقد تفضّل هذا الكاتب بالحديث عن القدرة على اختيار الأشياء التي تناسبنا وتواتي المكان الذي نعيش فيه· كلمة ال كيتش (kitsch) ظهرت عام 1860 في ألمانيا، وتعني حرفيا البضاعة الرخيصة، لكنها بالمعنى المجازي تحيل إلى (الذوق الرديء) كخط فني يقوم على الاستخدام السيء للمواد، أو على المبالغة في توظيفها إلى حد فقدان القيمة الفنية والمعنوية·· إنه فن التنكر للواقع أو طمسه تماما من خلال محاولة تجميله· يتبع··/··