حذّر عناصر المقاومة الشعبية لمكافحة الإرهاب مسؤولي الدولة من الوقوع ضحية تلاعب بعض الجهات التي تريد أن تتّخذ من قضيتهم مصدرا لإحداث فتنة سياسية، مؤكدين أنّ ما أخرجهم إلى الشارع هو المطالبة بحقوق اجتماعية بحتة، بعيدا عن التسبّب في الفوضى ولا يبتغون من ورائها مكسبا سياسيا· دخل المئات من عناصر المقاومة الشعبية، أمس، في اعتصام مفتوح على مستوى ساحة الشهداء بالعاصمة، مطالبين رئيس الجمهورية الوفاء بالوعود التي أطلقها، خلال أولى حملاته الانتخابيّة للرّئاسيات، ''الجزائر ستصون المقاومين مثلما صانت الشّهداء''، مؤكّدين عدم مغادرة الساحة إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، ''بعيدا عن الوعود الشفهية الكاذبة''· ودعا المقاومون المعتصمون القاضي الأول في البلاد ''لإصدار مرسوم رئاسي يتضمن الوعود التي أطلقها لهذه الفئة من المجاهدين''، مشيرين إلى أنه الحل الوحيد لإخراجهم من دوامة الإقصاء والتهميش التي يعانون منها، ''رغم أننا حاربنا جنبا لجنب مع أفراد الجيش الشعبي الوطني ضد الإرهاب، ولكننا حرمنا أبسط حقوقنا''· وقدّر ممثل المقاومين مروان شكروني عدد الولايات المشاركة في الاعتصام ب25 ولاية، كاشفا أن اليوم الثاني من الاعتصام سيشهد إقبالا من عناصر المقاومة من باقي ولايات الوطن، مشيرا إلى أن المنسقين طالبوا المقاومين المتواجدين في الجبال في إطار عمليات عسكرية بالتوقف عن العمل والالتحاق بالمعتصمين بالعاصمة· وأصر المقاومون على أنهم لا يسعون إلى الفوضى وإنما المطالبة بحقوقهم بشكل سلمي، متبرئين من أي تصعيد عنيف للاحتجاج، مؤكدين عدم تنازلهم عن أي مطلب من المطالب التي أدرجوها في رسالتهم، أهمها إعادة إدماج المفصولين ''تعسّفا'' ضمن مجموعات المقاومة، والاستفادة من الضمان الاجتماعي وتمكينهم من العلاج في المستشفيات العسكرية، خاصة بالنسبة إلى المصابين بالأمراض المزمنة، إلى جانب إدماج أبناء المقاومين في مدارس أشبال الأمة وتخصيص منحة لأرامل المتوفين منهم·