بعد ليلة طويلة من الحر والعناء نهض حماري غاضبا ولم أجد سببا مقنعا لغضبه حتى رأيت جثته التي تحولت إلى نقاط حمراء صنعها الناموس بإتقان.. قلت له ضاحكا·. يضع الله سره في أضعف خلقه·· قال·. ماذا تقصد بكلامك·· قلت.. مثلا أنت حمار ضخم ولكنك الا تحك ولا تصكا وهذا ناموس صغير ولكنه يفعل الأفاعيل.. قال·. أعرف أنك ستقول هذا.· دائما الشخص العاقل غير مقبول في هذا المجتمع·· قلت ضاحكا·.عاقل؟ أنت حمار ولا أظن أنك تملك من العقل والحكمة ما أملك·· ضرب الأرض بحافريه وقال..ليلتي كانت بيضاء بفضل الناموس ويبدو أن نهاري سيكون أسودا بفضلك·· قلت·· الناموس ايحرقكا و أنا اأخلصب·· قال..الناس تقضي صيفها في الراحة والاستجمام ونحن نقضيه في ليالي الناموس وشواطئ لا تعرف سوى السرقة والنهب وحرارة غريبة عجيبة·· قلت له.. هون عليك يا حماري لا تسيس المسألة هي كلها قرصة ناموس·· قال·. قرصة الناموس هذه التي تستهزئ بها جعلتني غاضبا وحانقا ولن يمر يومي بخير·· قلت مستهزئا.. منذ أيام كنت تبحث عن الإجرام وها هو الإجرام يصل إلى حد أنفك·· قال.. أخاف أن تكون احقيبة الحمامب مجرد كلام جرائد وأخسر شبابي في السجون بسبب ناموسة·· قلت.. آه حينما وصل الأمر إلى حده أصبحت تتحجج بكلام الجرائد·· قال .. لا تستفزني اليوم يا قاتل يا مقتول..