لا يخفي الكاتب الصحفي محمد بن شيكو سعادته بوجوده في الصالون الدولي للكتاب، يجلس يوميا تقريبا، بجناح ''كوكو'' للنشر، يوقع كتابه الصادر أخيرا ''كذبة الرب''، وهو رواية جاءت في 647 صفحة من الحجم المتوسّط·· تحدث بن شيكو في حوار ل''الجزائر نيوز'' عن خصوصياته ككاتب وإعلامي في آن واحد، واعترف بأنه يأمل عودة يوميته ''لوماتان'' إلى الأكشاك، إذا ما توصلت المفاوضات الجارية حاليا مع السلطات المختصة، إلى اتفاق يرضي مديرها السابق· ''كذبة الرب'' الكتاب الذي أثار جدلا قبل وبعد صدوره، معروض اليوم بجناح ''كوكو'' بصالون الكتاب الدولي، أنت توقع للقراء في جلسة توقيع لم يتوقعها البعض؟ يمكن أن يكون تواجد الكتاب في الصالون مفاجأة فعلا، لأن الكتاب هو أول كتاب حظي بإذن الصدور والعرض، بعد محاولة منعه تحت غطاء أو حجة رقم الإيداع القانوني بالمكتبة الوطنية· أنا سعيد بتواجدي في الصالون، أتبادل الحديث عن الأدب والحياة، وألتقي بجمهوري الجزائري الذي كتبت وأكتب من أجله كل كتبي، ولا أعلم لماذا أمنع دائما من الوصول إلى قرائي· في بحر يومين أمضيت 185 كتابا، ما يعني أن هناك شغف كبير من قبل الجزائريين، الكل يريد قراءة أعمالي، قمت بجولة عبر مكتبات في الوطن، ككاتب أنا سعيد جدا بأن القراء يتلقون أعمالي، وأستطيع الجزم الآن بأن القارئ الذي فهم كتبي موجود في الجزائر، لا في فرنسا ولا في كندا ولا في أي مكان آخر من العالم، الجزائريون فهموا أن كتابي هو نظرة على تاريخ آبائنا وأمهاتنا، كفاح المرأة الجزائرية عبر قرون، لقد فهم القراء الجزائريون مدى الزيف والتحريف الذي طال تاريخنا، كثيرون يطلبون مني إيضاحات وشروحات، وهذا يعني أنهم قراء جيدون· في كل مرة يعلن فيها بن شيكو عن إصدار جديد، نسجل تهافتا على كتابه، أتساءل شخصيا هل هذا الإقبال هو على بن شيكو الصحفي أم بن شيكو الكاتب الروائي؟ أعتقد أن الصحفي سبق الكاتب وساهم في تكوينه، والناس تعرفت علي من خلال عملنا اليومي الإعلامي· هذا يعني أننا أخلصنا في عملنا، وقدمنا صحافة مخلصة لم تخن قراءها· حاولنا القيام بصحافة تتحدث إلى الشعب، أي أن ''لوماتان'' جريدة تحتفظ لها الذاكرة الجماعية بمكانتها، بغض النظر عن عودة هذا العنوان أم لا إلى النشاط الإعلامي، المهم أن فكرة العمل الصحفي الحر في الجزائر تتقدم· هل تتمنى عودة ''لوماتان'' إلى الصدور، في نسختها الورقية أقصد؟ نعم لما لا، الأمر في طور التفاوض، نحن مستعدون للعودة إلى الساحة، ولكن ليس بأي ثمن، ولا برحمة رئاسية، نريد العودة لأنه حقنا· لقد فهمنا من السلطات المختصة، أن عودتنا إلى الساحة مقبولة ومسموحة، لكن نريد الرجوع بنفس الشروط التي كان تشتغل بها ''لوماتان'' سابقا، ولا مجال للتنازل عن خطنا الافتتاحي· ما هو رأيك في إعادة بعث مجلس أخلاقيات المهنة الصحفية؟ يتوقف الأمر على المجموعة الإعلامية، هل قامت بجهود لتكون في موقف قوة أم أنها سمحت لنفسها بالرضوخ والهوان، وبالتالي لا يسمح لها ضعفها بفرض آرائها ولا تمثيل مثالي لبعضها البعض· مبدئيا أنا مع فكرة مجلس أخلاقيات المهنة، يكون أعضاؤه متساوون في الحقوق، لكن المشكل هل ستكون المجموعة الإعلامية قادرة على تمثيل نفسها بشكل موحد ومتحد· أعلنت مؤسسات إعلامية من الصحافة المكتوبة، استعدادها لفتح قنوات تلفزيونية بعد إعلان قرار فتح قطاع السمعي البصري للاستثمار الخاص، كيف استقبلت هذه الأخبار؟ أعتقد أنه على هذه الصحف أن تحتكم إلى العقل· السمعي البصري ليس مجرد لعبة، وليس مصارعة ديكة، بل هو استثمارات ثقيلة، يتطلب خطا افتتاحيا صريحا، السمعي البصري هو تخصص في حد ذاته ومهنة، يجب أن نهب الجزائر قنوات تلفزيونيةئخاصة حقيقية، وليس فقط أن نقيم مشاحنات اصطناعية حول السمعي البصري·