صدرت، قبل أيّام، عن دار ''كوكو'' للنشر رواية ''كذبة الرب'' للكاتب والصحفي محمّد بن شيكو، بعد ستة أشهر من طلب الناشر منحها الاعتماد القانوني من المكتبة الوطنية. أوضح مسؤول دار ''كوكو'' للنشر، أرزقي آيت العربي، في تصريح ل''الخبر''، أن صدور الرواية أتى بعد استجابة مدير المكتبة الوطنية لطلب منح رقم الاعتماد القانوني الذي تقدّمت به داره منذ جانفي الفارط، وهو الطلب الذي قال إنه ''قوبل بتماطل كبير''، مضيفا أن المكتبة الوطنية طلبت نسخة من الكتاب قبل منحه الاعتماد، لكنه رفض ذلك باعتباره ''إجراءً غير قانوني''. وواصل المتحدث: ''لا وزيرة الثقافة ولا مدير المكتبة الوطنية ولا أي شخص آخر من حقّه الاطلاع على مضمون الكتاب قبل صدوره، والسلطة القضائية هي الوحيدة التي تملك صلاحية سحب أي كتاب بعد صدوره، في حال وقوعه تحت طائلة القانون''. وأوضح المتحدّث أنه تحمّس لرواية بن شيكو لأنها ''جيّدة''، وأنه ما كان ليغامر بنشرها لو وجد فيها شيئا مخالفا للقانون، مضيفا: ''لا أتبنّى بالضرورة أفكار الكاتب وآراءه. ولكن، من حق الكاتب أن يعبّر عمّا يريد بحريّة مطلقة''. ونفى المتحدّث أن يكون العنوان مسيئا لأيّ معتقد ديني، بيد أنه اعترف بأن الرواية تحمل كثيرا من الأشياء الصادمة ''لكن بهدف إثارة نقاش هادف وبنّاء، قصد تكوين الرأي''، مضيفا أن من حقّ الجميع تكوين رأي حول ما ورد في الكتاب، سواء كان إيجابيا أو سلبيا. وتسرد الرواية، التي جاءت في 647 صفحة من الحجم المتوسّط، مذكّرات متسوّل يقف على باب مقبرة القطار بقرية ''ثيزي نجمعة''، شارك جدّه في قتال النازيين في الحرب العالمية الثانية، وقُتلت جدّته على أيدي المستعمرين، حيث يقارن بين نضال الجزائريين في فترة الاستعمار، ونضالهم في فترة ما بعد الاستقلال ''حيث تميّز الأوّل بالشرف والكرامة، بينما اتّسم الثاني بالذل والهوان''. وكان بن شيكو قد اتّهم المدير العام للمكتبة الوطنية، عز الدين ميهوبي، ب''رفض منح روايته رقم الإيداع، تطبيقا لتعليمات وزيرة الثقافة''، وهو ما نفته الوزيرة لاحقا.