قال الكاتب الصحفي محمد بن شيكو إن ما تناقله موقع ويكيليكس حول حرمانه من العلاج طيلة المدّة التي قضاها في السجن صحيح. وأضاف في حوار مع ''الخبر'' أول أمس، أثناء توقيع كتابه ''كذبة الإله''، أن بعض كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية تعمّدوا تركه مريضا للانتقام منه، بعد أن فضح حقيقتهم في كتبه. أثار كتابك الأخير ''كذبة الإله'' جدلا واسعا قبيل وأثناء وبعد إصداره، ما الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ - في الواقع، توجد سلسلة من الرقابات المفروضة على كتبي، وليس رقابة واحدة فحسب. وعن تلك التي طالت كتابي الأخير ''كذبة الإله''، فمردّها رفض مديرية المكتبة الوطنية، في البداية، منح رقم معياري دولي للكتاب، ورقم إيداع قانوني لمنشورات ''كوكو''، حتى يتسنّى لها نشره بشكل طبيعي. نفهم أن هناك أيادٍ خفيّة في الموضوع؟ - طبعًا، فمديرية المكتبة الوطنية لا تتمتّع بالاستقلالية، كما أنها تابعة لهياكل الدولة الجزائرية. لذا، فضّلنا أن نبقى بعيدين عن مثل هذه الصّراعات، خاصة وأنها نابعة من قرار عشوائي لا يحتكم إلى أيّ شرعية قانونية. أضف إلى ذلك، أن الجهة الوحيدة المخوّلة بإصدار أحكام من هذا القبيل هي العدالة، كما أن الفترة التي رافقت قرار منع إصدار الكتاب لم تكن مناسبة لذلك. وماذا أراد بن شيكو تمريره عبر ''كذبة الإله'' حتى لقي كل هذه العراقيل؟ - بداية، أودّ الإشارة إلى أنه ثمّة رقابة خفيّة تتربّص بأعمالي، بيد أنني، بالمقابل، أحاول دومًا التغلّب عليها وفرض نفسي أمامها، بدليل تواجدي اليوم (عشية أول أمس) بالصالون الدولي للكتاب في طبعته ال16، بجناح منشورات ''كوكو''، لتوقيع كتابي الأخير ''كذبة الإله''، الصّادر بفرنسا شهر ماي الماضي عن دار ''ميشالون''، وبالجزائر شهر جوان الماضي عن منشورات ''كوكو''. وأما بشأن ما أردت تمريره عبر صفحاته ال674 الناطقة باللغة الفرنسية، فهو موجّه إلى القارئ الجزائري دون سواه، كما أنه محاولة لتقديم رؤية جديدة للتاريخ الجزائري. فالكتاب يرصد فترة مهمّة من تاريخنا يمتدّ عمرها إلى 170 سنة، وتستحضر على مدار المراحل المتعاقبة عليها مأساة الشعب الجزائري الذي افتكّ حرّيته في سياق حرّية العالم. ألا تعتقد بأن ''كذبة الإله'' عنوان مثير ومستفزّ نوعا ما؟ - صحيح أن في العنوان بعض الإثارة والاستفزاز، غير أن القراءة الصحيحة لدلالته الرمزية لم تكن في محلّها، إذ أن غالبية الجزائريين وضعوا خلفيّات مسبقة عنه، وهو ما أثّر سلبا على فهمهم له. فما قصدته في ''كذبة الإله''، هم بعض المسؤولين الذين يستعملون الكذب سبيلا ويجعلونه في فم الإله. ومن تقصد؟ - أقصد المسؤولين الذين يتّخذون من الدين مطيّة لتمرير خطاباتهم السياسية القذرة. نقل موقع ويكيليكس أنك حُرمت من العلاج لمّا كنت مريضا في السجن، هل هذا صحيح؟ - للأسف نعم، فقد أعطى بعض مسؤولينا، الذين أعتبرهم أقزاما ذهنيا، تعليمات بحرماني من العلاج طيلة المدّة التي قضيتها في السجن، انتقاما منّي على كشف المستور وتعرية الواقع في كتبي، ولاسيما كتابي ''بوتفليقة، خدعة جزائرية'' (2004)، و''يوميات رجل حرّ'' (2008)، اللذين أزعجا الكثير، بمن فيهم وزير الداخلية السابق يزيد زرهوني. ولكن الحمد لله، أن بعض الأشخاص الذين جمعتني معهم صداقة في السجن، ساعدوني لإجهاض المؤامرات التي كادت تودي بحياتي هناك. ومتى تصدر ترجمة ''كذبة الإله'' إلى اللغة العربية؟ - لا أدري، فإصدار الترجمة مرهون بالرّيتم الذي تسير وفقه. ما أعلمه هو أن منشورات ''كوكو'' قطعت أشواطا كبيرة منها، إلاّ أن تاريخ توفّرها في المكتبات لا يزال مجهولا لحدّ الساعة.