أجمع المشاركون في الصالون الدولي الثالث لكتاب الطفل والناشئة، من دور العرض الجزائرية، على ضعف الإقبال على المعرض مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعين ذلك إلى أن اختيار المنظمين لتوقيت الصالون لم يكن موفقا هذا العام، خاصة وأنه تزامن مع افتتاح معرض الجزائر الدولي، وكذا بداية امتحان شهادة الباكالوريا الذي شغل معظم الأولياء والتلاميذ والأساتذة، إضافة إلى النقص الكبير في التغطية الإعلامية للصالون• أما زوار المعرض فقد أشاروا إلى وجود تنوع كبير في عناوين الكتب المعروضة إلا أن الأسعار المرتفعة تحرم الأولياء فرصة اختيار الأحسن منها والأفيد خاصة مع اقتراب العطلة الصيفية، هذا ما لمسناه من خلال تجولنا في أروقة المعرض الذي يعرف إقبالا محتشما للجمهور، خاصة الأطفال الذين غابوا عن معرضهم رغم وجود نشاطات ثقافية ومسابقات وورشات للكتابة والرسم، ويبدو أن ذلك لم يكن حافزا قويا للحضور أمام ارتفاع أسعار الكتب خاصة العلمية منها• "الفجر" وقفت على أجنحة المعرض لدور نشر جزائرية للاستماع لآراء المشاركين، قال المسؤول التجاري لدار "الثريا" إن الإقبال على المعرض ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت برمجة أيام دراسية حول الطفل وتنظيم رحلات مدرسية إلى المعرض من كل الولايات، إضافة إلى إجراء طومبولا لتحفيز الأطفال والأولياء على اقتناء الكتب، وهو ما غاب هذا السنة مما ساهم بشكل كبير في ضعف الإقبال على المعرض، أما فيما يخص ارتفاع الأسعار فذلك يعود، حسبه، إلى أن معظم الكتب مستوردة وبالتالي فسوق العملة هو من يتحكم في أسعار الكتب، إضافة إلى التكاليف المرتفعة لاستئجار المساحة المخصصة للعرض• وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند حميدة زيوي، المسؤول التجاري للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، التي أكدت بدورها أن المنظمين للصالون لم يوفقوا في اختيار الوقت المناسب للمعرض الذي تزامن مع امتحان الباكالوريا إضافة إلى النقص الواضح في التغطية الإعلامية التي لم تؤد دورها هذا العام حسب تعبيرها• مضيفة أن المعارض السابقة عرفت إقبالا كبيرا من المواطنين خاصة الأطفال "الذين كانوا يشترون الكتب بشكل كبير"• ومن جانبه، أكد محمد شاعو، المسؤول التجاري لدار الوعي أن المعرض هذا العام لم يعرف إقبالا كالسنوات الماضية التي شهدت حضورا مكثفا للعائلات رفقة أطفالها والسبب في ذلك يعود، حسبه، إلى تزامنه مع امتحانات شهادة الباكالوريا وصالون الجزائر الدولي الذي توجهت إليه معظم العائلات، "ففي العام الماضي كانت تنظم رحلات من المدارس يتعرف من خلالها الطفل على المعرض ليأتي بعدها مع عائلته للشراء"• ومن جهتهم، أجمع زوار المعرض على ارتفاع أسعار الكتب، حيث قالوا إنها لا تختلف كثيرا عن الأسعار المعمول بها في المكتبات الخاصة• تقول السيدة دراي، أستاذة متقاعدة، إنه في ظل غياب مكتبات على مستوى المدارس فإنه يتحتم على الأولياء اقتناء كتب لأولادهم لتعويدهم على القراءة والمطالعة، لذا كان من المفروض أن تكون مثل هذه المعارض فرصة لاقتناء أكبر قدر ممكن من الكتب، وتضيف: لكن وللأسف لا يوجد فرق كبير في الأسعار بين المعرض والمكتبات، ورغم الحديث عن وجود تخفيضات إلا أنها لا تشجع على الشراء لذا فالأولياء يكتفون باقتناء كتاب أو اثنين• وفي حديثها عن نوعية الكتب المعروضة، أكدت المتحدثة أن هناك كتبا قيمة في محتواها خاصة المستوردة منها إلى جانب القصص المكتوبة بالعربية والفرنسية، والتي تساهم - حسبها - في اكتساب الطفل للغة إضافة إلى القصص المحببة للأطفال وكتب التلوين• أما جمال محمد، مهندس، فيرى أن المعرض لا بأس به من الناحية التنظيمية، لكن الأسعار جد مرتفعة وليست في متناول الجميع ما ينقص القدرة في الشراء وبالتالي يقلص من فرص المطالعة، وأضاف "سأكتفي باقتناء العناوين التي يفضلها أولادي والمتمثلة في الكتب العلمية والقواميس"• وخلال تواجدنا بالجناح المخصص لدار"الثريا"، التقينا بحسان، تقني سامٍ في البناء، والذي أكد هو الآخر على أن الأسعار ليست في متناول الجميع خاصة الكتب العلمية والدينية، مضيفا "أعجبتني سلسلة كتيبات لستة أئمة وتفاجأت بأن سعرها هو 300 دج فكيف لي أن اشتري كتبا متنوعة لأولادي بهذا السعر"• كانت تلك آراء بعض العارضين والزوار في الصالون الدولي للكتاب والطفل، وهي آراء تؤكد أن المعرض الذي يهدف إلى زيادة نسبة المطالعة لدى الأطفال يواجه معادلة صعبة في تحقيق التوازن بين الهدف المسطر والقدرة الشرائية الضعيفة للمواطن الجزائري•