يشهد الصالون الوطني للكتاب في يومه الثاني، من خلال الاستطلاع الذي أجرته ''الجزائر نيوز'' عبر أروقة المعرض الذي نظم لأول مرة بقصر المعارض حضورا محتشما من طرف الجمهور الذي يعد على أصابع اليد بالرغم من أن اليوم الثاني هو يوم عطلة أسبوعية، وبالرغم من أن شعار هذه الطبعة هو ''كتاب في كل يد''، إلا أن الكتب لم تجد الأيدي التي تحملها مع الحضور المحتشم للزوار· حضور محتشم والأطفال يملأون أروقة المعرض ما لفت انتباهنا خلال الزيارة التي قادتنا إلى أرقوة الصالون الوطني للكتاب في طبعته السابعة التي نظمت هذه السنة بقصر المعارض، هو ذلك الحضور المحتشم للجمهور الذي اقتصر على بعض العائلات التي اصطحبت أبناءها إلى المعرض من أجل الاطلاع على ما عرض من كتب في هذا الصالون، لعلها تجد ضالتها وما تسعى لشرائه من بين الكتب التي أتى بها 70 عارضا ومشاركا في هذه الطبعة التي تنظم بقصر المعارض بدلا من المكتبة الوطنية التي احتضنت الطبعات السابقة قبل أن تشل حركتها بعد رحيل مديرها العام الدكتور والروائي أمين الزاوي· ولعل العدد المحتشم من الزوار الذين يعدون على الأصابع خصوصا في الساعات الأولى من اليوم الثاني من المعرض، الذي انطلق يوم الخميس ويستمر إلى غاية 24 أفريل الجاري من تنظيم نقابة الناشرين الجزائريين، لا يقارن بالعدد الضئيل جدا من الزوار الذين شهدوا الافتتاح الرسمي للصالون، الذي حضره عز الدين ميهوبي كاتب الدولة المكلف بالاتصال والذي أشرف على إعطاء إشارة انطلاق المعرض الذي كانت فيه وزيرة الثقافة خليدة تومي أكبر غائب عن هذا الحدث الوطني المتميز الذي يعنى بالكتاب، وإن تم الحال على هذه الصورة التي شهدها المعرض في يوميه الأولين، فلن يتجاوز مردود العارضين أو المشاركين من زيارات الجمهور ما تشهده المكتبات العادية من عدد الزائرين خلال أيام الأسبوع، ولا يمكن الحسم في مشكل هذا الإقبال المحتشم الذي يرده البعض ممن تحدثنا إليهم من الحاضرين إلى الفترة التي نظمها فيها الصالون والتي لم تسمح للزوار بالقدوم نظرا إلى انشغالهم بالعمل أو الدراسة، كما أرجعها البعض إلى كون هذه المعارض الوطنية لا تضيف الشيء الكثير للقارئ سواء من حيث عدد المشاركين أو من حيث نوعية الكتب لا تحمل في طياتها الجديد والمتميز، مقارنة بالصالون الدولي للكتاب مثلا· رفقاء زياني يصنعون التميز في طبعة الصالون السابعة! ما يثير انتباه الزائر لمعرض الكتاب الذي تنظمه نقابة الناشرين الجزائريين هو حضور ''الخضر'' في المعرض بالرغم من غيابهم عن الجزائر، فقد قدمت بعض دور النشر المشاركة مجموعة من الأعمال التي قدمت مؤخرا حول الفريق الوطني الجزائري، فيمكن أن تجد رفقاء زياني في لعبة تركيب أجزاء الصورة أو ''البازل'' التي تعرضها بعض دور النشر للبيع وهي تحمل إما صورة زياني أو الفريق الوطني أو الشيخ سعدان وهي مفككة من أجل إعادة تركيب أجزائها للحصول على الصورة الكاملة، كما يضم المعرض أيضا كتبا حول حياة ومسار مختلف لاعبي التشكيلة الوطنية التي تأهلت إلى مونديال كأس العالم ,2010 إلى جانب حضور أفناك الجزائر من خلال ألعاب الفيديو كذلك· كتب الأطفال والطبخ والكتب الدينية تزين رفوف الصالون لا تخلو رفوف معرض الصالون الوطني للكتاب في طبعته السابعة من مختلف كتب الأطفال، كتب الطبخ والكتب الدينية كذلك بشتى أنواعها، فقد تزينت رفوف العارضين بهذه الكتب التي تلقى اهتماما وإقبالا معتبرا من طرف الزوار، وبما أن أكثر الزوار الذين التقيناهم كان معظمهم مصحوبين بأبنائهم وزوجاتهم، فقد كانت الوجهة في معظم الأحيان إلى كتب الأطفال من قصص مختلفة وقواميس وموسوعات، مع إقبال محتشم على الكتب شبه المدرسية خصوصا مع نهاية السنة الدراسية واضطراب التلاميذ الذين أصبحوا ضحايا الإضرابات المتواصلة التي قطعت عنهم شهية الدراسة، كما تشهد الكتب الدينية بطبيعة الحال إقبالا من طرف الإخوة الذين يبحثون عن ضالتهم في كل ما صدر من فتاوى العلماء والكتب الجديدة التي تهتم بالشؤون الدينية· فلسطين ضيفة شرف والزاوية التيجانية تنفرد بجناح خاص يشهد الصالون الوطني للكتاب في طبعته السابعة مشاركة مجموعة من دور النشر الجزائرية إلى جانب مؤسسات عمومية وخاصة، كما يعرف الصالون حضور دولة فلسطين الممثلة بسفارتها بالجزائر في جناحها الخاص باعتبارها ضيفة شرف الصالون، ويضم الجناح مجموعة من الكتب التي تعنى بالقضية والثقافة وتاريخ فلسطين، كما نجد هناك جناحا خاصا بمكتبة الزاوية التيجانية والتي تعرض العديد من الكتب الخاصة بها و المخطوطات· وما يمكن إضافته عن الصالون هو غياب المسؤولين والمشرفين على هذا الحدث اليومي وغياب أي برنامج للمحاضرات المرتقب تنظيمها خلال أيام الصالون، كما يلاحظ الزائر كذلك غياب المجلس الأعلى للغة العربية عن الصالون في يومه الثاني حيث يجد الزائر الجناح المخصص له فارغا·