تزامنا مع العطلة الخريفية وتجسيدا لشعار ''احكي لي كتابا'' استطاع الصالون الدولي للكتاب أن يستقطب عددا هائلا من الأطفال الذين فضلوا استغلال هذه الأيام للتجوال في أروقة المعرض بحيويتهم الزائدة وفضولهم اللامحدود الذي طبع تحركاتهم في المعرض على امتداد أيامه، خاصة وأن هذا الأخير حوى عشرات العناوين التي أثارت شريحة الأطفال وقربتهم من الكتاب. يستقطب المعرض الدولي للكتاب في طبعته الجديدة التي ركزت هذه السنة على الأطفال تحت شعار ''احكي لي كتابا ''، كما هائلا من الأطفال الذين اصطحبوا أولياءهم أو حتى أجبروهم على زيارة المعرض لاقتناء ما يلزمهم من قصص وكتب مختلفة. وأول ما يلفت انتباه الزائر إلى المعرض هو العدد الهائل من الأطفال الذين اكتظت بهم أرجاء الصالون الدولي للكتاب. وقد لاحظنا أن هؤلاء الأطفال كانوا يجرون أولياءهم إلى مختلف دور النشر التي أبدعت هي الأخرى في إغراء الطفل بجلب عدد كبير من القصص والكتب الخاصة بالطفل وحتى الألعاب الفكرية التي لم تخل منها الرفوف. ولعل ما ميز هذه الإصدارات هو تركيزها على ما يلفت انتباه الطفل من ألوان وقصص مشوقة ذات أشكال وأحجام مختلفة ابتعدت عن القصص التقليدية، حيث اكتشف الأطفال عالما جديدا من الحكايات فهناك قصص على شكل حيوانات وأخرى جاءت في أشكال هندسية دوائر ومثلثات وغيرها من الأشكال التي على ما يبدو نالت إعجاب الأطفال الذين لم يتأخروا في اقتناءها. ولعل الشيء الجميل الذي ميز الصالون هذه السنة هو تركيزه على الأطفال ومحاولة تقريب الكتاب منهم، وقد لاقت هذه الفكرة نجاحا مميزا خاصة وأنها اقترنت مع أيام العطلة المدرسية وهو ما زاد من إقبال العائلات على المعرض. شعار المعرض والعطلة زاد من إقبال الأطفال تشهد مختلف أجنحة الصالون الدولي للكتاب إقبالا منقطع النظير منذ أول أيامه وخاصة الأجنحة التي تهتم بكتاب الطفل، حيث انتهزت العائلات الجزائرية فرصة العطلة المدرسية للتجول في أرجاء المعرض رفقة أطفالها الذين كانوا محظوظين هذه السنة بالتمتع واكتشاف أكبر قدر ممكن من الكتب والقصص الموجهة لهم، والتي جاءت في حلل مختلفة وبإشكال مميزة استطاعت تحريك فضول الطفل ودفعه إلى تصفح المعروضات بشغف قل نظيره. والملاحظ أن الأطفال كانوا السباقين إلى اختيار الكتب التي يرغبون في شرائها من خلال إجبار أوليائهم على التوقف في الدور التي تعجبهم معروضاتها. مروان أحد هؤلاء الأطفال وجدناه منهمكا في تصفح الكتب والتجول بينها بحركات أظهرت شدة تعلقه وإعجابه بما هو معروض أمامه، وقد سألناه عن رأيه في المعرض فقال أنها المرة الثانية التي يزور فيها المعرض منذ افتتاحه وأنه سعيد لأنه اشترى عددا كبيرا من القصص والكتب العلمية خاصة تلك التي تتكلم عن الحيوانات. وإن كانت الكتب العلمية وقصص الحيوانات أول ما يثير انتباه الذكور من الأطفال فإن الفتيات فضلن اقتناء القصص والحكايات التي تروي قصص الأميرات الجميلات التي تميزها الكثير من الألوان الجميلة والأحداث المشوقة، وهذا ما أكدته الطفلة نسرين التي أسرت لنا أنها اشترت عددا كبيرا من هذه القصص لتكمل مجموعتها التي تضم عشرين قصة من هذا النوع. وخلال تجولنا بين الأجنحة المخصصة للأطفال لاحظنا أن عددا من دور النشر اهتم - ولحسن الحظ - بالجانب التثقيفي للطفل، حيث لم تركز فقط على القصة، بل قامت بعرض علب بأشكال مختلفة عبارة عن ألعاب فكرية وتثقيفية تحتوي على بطاقات لأسئلة مختلفة وكل علبة تضم أسئلة في مجال معين مثل الجغرافيا أو الدين أو الثقافة العامة تساهم بشكل كبير في زيادة رصيد الطفل المعرفي وتسليته، والعلبة تحوي أيضا إجابات عن الأسئلة المطروحة وتباع الواحدة منها ب100دج، وقد لاقت هذه اللعبة إقبالا كبيرا من طرف الأطفال. والملاحظ أن دور النشر خاصة الجزائرية لم تنس الجانب الدراسي والكتب المدرسية التي استحوذت هي الأخرى على جانب هام من المعروضات التي لاقت إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ وأوليائهم الذين وجدوا ضالتهم في كثير من هذه الكتب خاصة مع اقتراب موعد الفروض والامتحانات وحاجة الكثير من التلاميذ لشروحات إضافية للدروس التي يتلقونها في المدرسة. أما عن رأي الأولياء في الصالون الدولي للكتاب فقد أجمع أغلبهم على تشجيع مثل هذه المبادرات التي تهدف إلى تقريب الكتاب من الأسرة بصورة عامة والطفل بصورة خاصة، ومحو النظرة التقليدية التي تصور عزوف الأسر الجزائرية عن اقتناء الكتاب.