خلقت زخات المطر التي تهاطلت على قسنطينة، خلال ال 24 ساعة الماضية، حالة من الفوضى تسببت في تعطيل حركة السير بالكثير من النقاط والأحياء، ووقوع العديد من حوادث المرور، في حين حرمت تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية خاصة على مستوى بلدية الخروب من مزاولة دراستهم بعد أن أتت على لوازمهم المدرسية وحوّلت الأقسام إلى برك من الماء حالت دون وصول التلاميذ إلى مقاعدهم التي لن يعودوا إليها قريبا في حال استمر غضب الطبيعة الذي أقعد المسؤولين بلا حراك في ظل مشاريع بالجملة لإصلاح قنوات الصرف وفتح البالوعات· تصرف عليها الملايير سنويا، لكن لا شيء تغير بقسنطينة التي تكفي 10 ساعات من التساقط المستمر لإغراق نصف أحيائها بسبب غياب البالوعات وعدم صلاحية الموجودة منها، حيث أن معظمها تم إنجازها بعيدا تماما عن المعايير المعمول والتي تنص على ألا تقل سعة البالوعة عن 40 لترا في الثانية، الأمر الذي لا نجده في البالوعات الموجودة بأحيائنا، يضاف لذلك فتحها في أماكن إما لا يصلها الماء أو تكون في أماكن مرتفعة، في حين تغيب تماما على مستوى الطريق الرابط بين حي الدقسي وأعالي جبل الوحش على مسافة تتعدى ال 6 كلم· المعضلة التي قال عنها مسؤول مختص بالبلدية بأنها تعود للطبيعة التيبوغرافية للمنطقة التي تتميز بالارتفاع، الأمر الذي يصعب من مهمة وضع بالوعات وإن تم فتحها فستكون بلا فائدة· والأمر لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي يميز الطريق الرابط بين حي زواغي والمدينة الجديدة علي منجلي، هذا الأخير يتحول مع كل تساقط للأمطار إلى برك من الماء تسببت واحدة منها في انقلاب سيارة من نوع ''سبارك''، صباح أمس، على مستوى منطقة زواغي دون الحديث عن الاختناق في حركة السير وما خلفته البرك من فوضى حالت دون وصول العمال إلى مناصبهم والتلاميذ إلى مؤسساتهم التعليمية على غرار ما حصل ببلدية الخروب التي غمرت المياه ابتدائية العربي بن مهيدي الموجودة بها، وحولت أقسامها إلى مسابح طفت على سطحها كتب وكراريس التلاميذ الذين أعادتهم الإدارة إلى منازلهم صباحا بسبب عدم امكانية التحاقهم بمقاعد الدراسة، في انتظار إصلاح أسقف المدرسة، المشروع الذي أوكل، حسب رئيس البلدية، لأحد المقاولين في وقت سابق قبل أن يسحب منه بسبب تأخره في عملية الإنجاز ليعاد منحه، صباح أمس، لمقاول آخر شرع على الفور في عملية التصليح التي تتطلب مدة من الزمن على ما يبدو سيقضيها تلاميذ الابتدائية دون دراسة في حال استمرت الأمطار في التساقط· هذا، ويعد طريق الصومام الرابط بين حيي لوناما وسيساوي ومفترق الطرق الرابط بين حي القماص والدقسي من النقاط السوداء التي يعاني مستعملوها كل شتاء انسدادا في حركة السير بسبب تجمع مياه الأمطار، الأمر الذي يستوجب على الجهات المختصة الإسراع في إيجاد حل للمعضلة التي تسببت كذلك في اهتراء الطرقات التي أصبح معظمها غير قابل للاستغلال·