أكد رئيس مركز بيار وماري كوري لمعالجة الأورام السرطانية حمو شكري ''التوقيف الظرفي'' للعلاج بالأشعة لفائدة المرضى الجدد، موضحا أن التوقيف سيستمر ''إلى غاية ال 27 من الشهر الجاري''، حيث تكون مصلحته قد انتهت من استبدال أجهزة حديثة تبدأ العمل في استقبالهم· وأوضح حمو شكري، في تصريح للإذاعة الوطنية، أمس، أن هذه الحالة استثنائية تخص المرضى الجدد فقط الذين سيتم استقبالهم بصورة عادية في غضون أسابيع· وفي انتظار استئناف استقبال هؤلاء المرضى، يجد العشرات من مرضى السرطان أنفسهم محرومين من العلاج بالأشعة على مستوى المركز، وطلب منهم العودة مرة أخرى بدعوى أن مصلحة العلاج بالأشعة قد تم غلقها· وعلق أحد المرضى قادم من ولاية المدية على هذا القرار بالقول ''إنه نوع من تنفيذ حكم الإعدام عشية الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة تطبيق حكم الإعدام''· وأمام عدم لجوء إدارة مركز بيار وماري كوري بالعاصمة إلى تعليق استقبال المرضى الجدد، عبر وسائل الإعلام، يجد مرضى السرطان أنفسهم، بالإضافة إلى نقص الأدوية وعدم توفرها والعراقيل الكبيرة التي تواجههم للظفر بموعد، وعناء التنقل للكثير منهم من ولايات أخرى أخرى، أمام مشكلة العودة مرة أخرى إلى ولاياتهم، وما يترتب عن ذلك من مصاريف جديدة للنقل أو الفندق إذا لم يكن هناك بد من البقاء في العاصمة، بعد التوقيف الظرفي لجلسات العلاج بالأشعة، مع قرار نقل الحالات المستعصية إلى مستشفيات أخرى كالمستشفى العسكري بعين النعجة، لمن استطاع لذلك سبيلا، طبعا المحظوظين ممن ضمنوا آنفا مكانا بمركز بيار وماري كوري· وسادت، أمس، حالة من الفوضى بمختلف قاعات الانتظار بمركز علاج الأورام السرطانية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي الواقع بساحة أول ماي، بين مرضى تم تأخير علاجهم وآخرون جدد يسعون للحصول على مواعيد لعلاج أوليائهم وذويهم كما هي الحال بالنسبة إلى ''م· بوجمعة'' الذي يسعى للحصول على موعد لوالدته التي كشفت التحاليل الطبية أنها مصابة بسرطان في الرحم، وهو ما يستدعي علاجها بالأشعة -حسب ما نصحها به الأطباء- غير أن بوجمعة لم يحصل بعد على موعد وأكثر من ذلك قيل له أمس إنه تم غلق المصلحة، أما شاب آخر من المدية مصاب بدوره بالداء، فأكد أنه في الوقت الذي يتداول الناس الحديث عن اليوم العالمي لمناهضة تنفيذ حكم الإعدام، فإننا اليوم نعدم علنا بمصطفى باشا بساحة أول ماي''· ويتساءل المتحدث ''كيف للجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان أن تغفل عن مثل هذا الأمر؟''· ويبقى بذلك نحو 28 ألف مصاب بالسرطان في حيرة من أمرهم، فبالرغم من تأكيد مركز بيار وماري كوري بالتكفل بعدد من الحالات الخطيرة، إلا أن العشرات منهم يخشون ألا يظفروا بأماكن في مراكز أخرى· نقص حاد في الأدوية المستعملة في العلاج الكيماوي وأكدت الأمينة العامة لجمعية ''الأمل'' لمرضى السرطان، قطاب حميدة أن مرضى السرطان يسجلون حاليا نقصا كبيرا في المواد المستعملة في العلاج الكيماوي، مضيفة أن مراكز العلاج بالأشعة غير كافية، مما يستدعي نقل هؤلاء المرضى إلى الخارج لإنقاذ حياتهم· وطالبت المتحدثة بضرورة التكفل العاجل بالنساء المصابات بسرطان الثدي· وقالت الجمعية ''إنها سجلت نفاذ مخزون الأدوية الخاصة بعلاج مرضى السرطان، لاسيما تلك المخصصة لعلاج سرطان الثدي كالهيرسيبتين، مشيرة إلى أنه وبعد عمليات العلاج الكيميائي على المرأة المصابة القيام بعلاج إشعاعي في غضون ال 21 يوما كي لا تتدهور حالتها الصحية، موضحة أن المصابين بمرض السرطان في سباق كبير مع الزمن، لأن كل تأخر في تلقي العلاج الإشعاعي أو عدم تناول الأدوية الضرورية يمكن أن يشكل خطرا على صحة المريض· في السياق ذاته، ذكر تقرير صادر عن جمعية ''الأمل'' لمرضى السرطان أن ما يفوق 28000 إمرأة مصابة بسرطان الثدي تنتظرن الخضوع للعلاج بالأشعة، كما أنه تم إحصاء 10000 إصابة جديدة بسرطان الثدي عام 2011 و 3500 وفاة سنويا مما تبرز ضرورة ضمان تكفل كلي لفائدتهن· نعيمة عبابسة تتبرع بقطعة أرضية لإنجاز نزل لمرضى السرطان في ظل غياب فنادق وأماكن أو دار لإيواء المصابين بمرضى السرطان الذين يتنقلون من الولايات الداخلية من الوطن لتلقي العلاج بالأشعة في مركز بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، قررت الفنانة نعيمة عبابسة التبرع بقطعة أرضية تملكها ببلدية بابا احسن من أجل إنجاز نزل يأوي كل الأشخاص والمرضى ومرافقيهم الذين يتنقلون لتلقي العلاج بمصلحة مرضى السرطان بالعاصمة· وتعبر مبادرة نعيمة عبابسة عن التفاتة قلّ ما يلتفت إليها باقي الفنانين الذين يتسارعون إلى فتح محلات لبيع الملابس الجاهزة أو مطاعم فاخرة بالعاصمة، أو ما يفعله نظراؤهم بمصر الذين يحيون حفلات من أجل مساعدة الأطفال المصابين بمرضى السرطان في مصر، مع مساهمتهم الكبيرة في إنجاز أكبر مستشفى لعلاج الأورام السرطانية في الشرق الأوسط· أما وزير الصحة والسكان جمال عباس فيكفيه الحديث عن المشاريع التي سيتم إنجازها والقضاء على التبعية الأجنبية من حيث إنتاج الأدوية·