تحدث الدكتور محمد علي أذرشب، مختص في الثقافة العربية وعلوم القرآن من جامعة طهران، في محاضرة ألقاها، بجامعة تلمسان، عن عمق المقاومة في الثقافة الإنسانية عموما، وفي الأدب العرفاني أو الصوفي، حيث يرى أن أعداء المقاومة يحاولون استئصال مقومات الحياة في وجود الأمة، ويسعون إلى تعريف الدين الإسلامي بأنه دعوة للانزواء وترك الانشغال بساحة الحياة· قال الدكتور أن العرفان هو معرفة الإنسان لنفسه، وموقعه من الكون والحياة والخالق وأخيه الإنسان: ''هذه المعرفة ترفع الإنسان عن الإنشاد بتوافه الأمور ويتجه نحو مثله الأعلى السامي في الحياة وبذلك يقاوم كل عوامل الضعف والهزيمة والاستسلام في نفسه وفي مجتمعه''· وفي ذات الصدد عرف المتحدث العرفان أو التصوف بأنه حركة نحو الله للمعرفة وفهم للمسؤولية تجاه الحياة حيث قال: ''العرفان يبدأ بالخروج من سجن الذات ويتطور بنمو الإنسان في جميع المجالات المعنوية والمادية''· وأوضح محمد علي آذرشب، من جهة أخرى، بأن العرفان ليس التصوف الخنقاهي كما يسميه البعض والذي يتجه بفعل حالة التخلف الاجتماعي إلى حصر العرفان في زوايا لينشغل جماعة في الذكر دون أن يكون لهم أي تأثير على الواقع الاجتماعي وإنما العرفان هو ذلك الشيء المقدس الذي يرتقي بالإنسان إلى المستوى الفكري الرفيع حسب ما صرح به المتحدث· دعا محمد علي اذرشب، الشعوب الإسلامية للصحوة والنهوض من السبات لرفع مستوى وعي الأمة لاسترجاع هويتها وذاتها بين الأمم خاصة وأن الشعوب الإسلامية معروفة بحضارتها الشاهدة على عراقتها· للإشارة الدكتور سجل حضورا بجامعة طهران وله الكثير من الاهتمامات، كما أنه اشتغل في مناصب كثيرة منها مسؤول ورئيس تحرير مجلة رسالة التقريب، إلى جانب رئيس مركز الدراسات الثقافية الإيرانية العربية بطهران، ولديه العديد من الأعمال العلمية مترجمة من الفارسية إلى العربية·